قصص القرآن الكريم
قصص القرآن|أنوار التنزيل (19) مع الشيخ عبدالخالق الشريف
إذا قصص القرآن الكريم هي القصص التي أخبر بها الله في القرآن الكريم عن أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة، والحوادث الواقعة
وردت عدد من القصص في القرآن، مثل قصة مريم، وأهل الكهف، وذي القرنين، وحب المال في قصة قارون، وأصحاب السبت
كما يتميز أسلوب القصص في القرآن بالواقعية والتفصيل والتأثير النفسي على القارئ
أيضا وتنوعت أساليب القرآن الكريم في إيصال رسالته إلى الناس،
كذلك فهو يعتمد أحيانًا على أسلوب الحوار، وأحيانًا آخر يعتمد أسلوب ضرب المثل، وتارة يعتمد أسلوب التربية النفسية والتوجيه
معنى القصص
القَصُّ لغة: تَتَبُّعُ الأثر، وكذلك (القَصَصُ)، ومنه قولُه تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصا} (الكهف:64)،
أي: رجعا يقصان الأثر الذي جاءا به.
أيضاً قال في قصة موسى عليه السلام: {وقالت لأخته قصيه } (القصص:11)، أي تتبعي أثره حتى تنظري من يأخذه.
وكذا اقتص وتقصص أثره.
والقصة: الأمر والحديث. وقد اقتصَّ الحديث: رواه على وجهه.
كذلك والقِصَص، بالكسر: جمع القصة التي تُكتب. وفي القرآن الكريم سورة القصص.
أيضا و(القصص) اصطلاحاً: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضاً.
أنواع القصص القرآني
والقصص القرآني على ثلاثة أنواع:
الأول: قصص الأنبياء، وقد تضمنت دعوتهم إلى قومهم، والمعجزات التي أيدهم الله بها،
كذلك وموقف المعاندين منهم، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين.
كقصة نوح، وإبراهيم، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.
الثاني: قصص تتعلق بحوادث غابرة، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف،
كذلك وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل وغيرهم.
الثالث: قصص تتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كغزوة بدر، وأُحد، وحُنين، وتبوك،
أيضا والأحزاب، والهجرة، والإسراء، ونحو ذلك. ولا يخرج القصص القرآني عن هذه الأنواع الثلاثة.
مزايا القصص القرآني
يمتاز القصص القرآني بمزايا ينفرد بها عن القصص الإنساني، من ذلك أن القصص القرآني هو أصدق القصص، قال تعالى: {ومن أصدق من الله حديثا} (النساء:87).
كذلك وقال عز وجل: {إن هذا لهو القصص الحق} (آل عمران:62).
والقصص القرآني هو أحسن القصص، قال سبحانه: {نحن نقص عليك أحسن القصص} (يوسف:3).
أيضا والقصص القرآني هو أنفع القصص، قال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} (يوسف:111)؛وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
علاوة على ذلك، فإن القصص القرآني يمتاز بسمو الغاية، وشريف المقصد، وصدق الكلمة والموضوع، وتحري الحقيقة، بحيث لا يشوبها شائبة من الوهم أو الخيال أو مخالفة الواقع.