شبهات حول القوامة
شبهات حول القوامة | حاوريني (9) مع د سامية جباري | قناة دعوة
فلا يزال أعداء الإسلام يروجون لفكرة المساواة التَّماثليَّة بين الجنسين، ويثيرون الشبهات حول النُّصوص الشَّرعية فيما يتعلق بقضايا المرأة الاجتماعيَّة،
ومن ذلك: المطالبة بإلغاء قوامة الرَّجل على المرأة بحجة أن لفظ (القِوامَة)
يعني: التسلط والقهر – وليس ذلك معناها في الشَّرع –
كذلك والمطالبة أيضًا بجعل مسؤوليَّة الأسرة مشتركة بين المرأة وزوجها؛ انطلاقًا من مبدأ المساواة التَّامَّة بين الجنسين،
وهم لا يخصون بهذا المطلب تسيير مؤسَّسة الأسرة وحدها؛ ولكنهم يعمون سائر المسؤوليَّات في الحياة العامَّة،
كذلك ويجعلون ذلك السَّبيل الوحيد لتحسين وضع المرأة، وإثبات ذاتها؛
بل يعتقدون بأنَّه يستحيل على النِّساء تغيير ظروفهن وأوضاعهن بدون اكتسابهنَّ لسلطة أخذ القرار على المستوى الأُسريِّ،
أيضا وعلى مستوى تدبير الشُّؤون العامَّة. ومن الشُّبه التي أوردوها في شأن القِوَامة ما يلي:
1) القوامة تقييد لحريَّة المرأة وسلب لحقوقها، وإهانة لكرامتها.
2) القوامة تتعارض مع مبدأ حريَّة المرأة ومساواتها بالرَّجل.
3) القوامة سبب للقدح في عقل المرأة وحسن تدبيرها.
4) مبدأ القوامة ليس إلَّا بعض مخلَّفات عهدِ استعبادِ النِّساء.
5) القوامة استعبادٌ للمرأة ووصايةٌ للرَّجل عليها.
6) تفرُّد الرَّجل بالسُّلطة لم يعد مقبولًا في زمانٍ استعادت فيه المرأة مكانتها الاجتماعيَّة.
و«تفسير (القوامة) العلميُّ لا بدَّ أن يفهم في ضوء الكتاب والسنة على حسب ما تقتضيه مناهج البحث العلمي؛
لا البحث المبني على أهواء النفوس المسعورة المولعة بمهاجمة الإسلام والنَّيل منه،
ولو أنَّ هؤلاء وظَّفوا أبحاثهم وطاقاتهم لتفسير القوامة الصَّحيح الذي حمى الله به حقَّ المرأة،
وحفظ به كرامتها؛ لكان لهم أفيد»1.
رد الشبه:
إذا فإنَّ هذه الشبه – حول القوامة الزوجيَّة – صادرة عن أعداء الإسلام الذين يريدون الإساءة إليه، وإذا علمنا مصدر تلك الشُّبه سهل علينا ردها بكلِّ يسر وسهولة؛
لا سيَّما إذا استحضرنا جهل أولئك القوم بمعنى القوامة، وشروطها، وضوابطها في الشَّريعة الإسلاميَّة،
والمقاصد الشَّرعية لإقرارها، وكذلك إذا استحضرنا سوء نيَّتهم وعداءهم للإسلام وأهله.
وكما سبقت الإشارة إليه أنَّ القوامة في الشَّريعة الإسلاميَّة ليست تسلُّطًا ولا قهرًا،
كذلك وليست سلبًا لحقوق المرأة، أو حطًّا من كرامتها، بل هي تكليفٌ لا تشريف، ومغرم لا مغنم، ومسؤوليَّة وقيادة،
أيضا وليست تعسُّفًا واستبدادًا، بل هي تقدير للمرأة وتشريف لها ورفعة لشأنها، وإقرار بكرامتها