ثوابت التغيير
الشريعة خالدة وصالحة لكل زمان ومكان، لأنها ذات مصدر إلهي وأنها تحقق طمأنينة النفس.. أيضا تحقق للإنسان ظمأه الديني والروحي، في الحفاظ على الاعتقادات.. كذلك وتترجم هذه العقيدة الصحيحة بالعبادة، والممارسة والطاعة لله جل جلاله فيما أيضا يحقق الطمأنينة للنفس الإنسانية .. {.. أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:28].
أيضا تميزت الشريعة بوضع مبادئ وقواعد وأسس وأحكام، إلى الآن لم يوجد في هذا المجتمع البشري.. ما ينقض هذه الأصول والمرتكزات، مما يجعلنا دائما نعلن أننا سواء في القانون الدستوري، المدني.. كذلك الجنائي، الأحوال الشخصية، وأحكام الأسرة. أم علاقة المسلمين بغيرهم.. ذلك في داخل الدولة وخارجها، أم في القضايا الجنائية.
ثوابت التغيير
في كل هذه الأحوال، هذه العقود وهذه المعاملات، محبوكة النظام متميزة، بأنها تحقق الاستقرار، والوئام والمحبة والانسجام مع الناس.
مما يؤكد أن هذه الشريعة صالحة، لكل زمان ومكان بحق، وأنها تحقق الطمأنينة والاستقرار، كما حققت في العصور الماضية، وإن وجد انحراف، فإن هذا الانحراف من الناس أنفسهم، لا من المبدأ في حد ذاته، فإذاً نحن ما زلنا نقول إن هذه الشريعة الخالدة تظل متميزة، ببقائها واستقرارها وحيويتها ومرونتها، وصلاحيتها لكل الأعصار والأزمان والأمكنة.
فصلاحية دين الإسلام لكل زمان ومكان أمر مسلَّم به عند العقلاء فضلاً عن شهود الأدلة الشرعية عليه ، فهو خاتمة الأديان ، وهو الذي ارتضاه الله للأنام ، قال تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا {المائدة: 3} فكيف يحتاج الناس إلى غيره مع تمامه ؟ أم كيف يرجون الهدى في سواه ولا دين بعده ؟ !!
وقد ظلت هذه الحقيقة قائمة منذ عصر الرسالة , إلى عصرنا هذا ، فهي حقيقة ثابتة في ذاتها لكن جلاءها يتفاوت بقدر ما يقوم به المسلمون من خدمة لدينهم ، وبقدر التطبيق الفعلي لأسسه وقواعده ، فإذا تخلفت تلك المواكبة والصلاحية ، فليس تخلفها لأن الدين لا يصلح ، بل لأن أبناءه تنازلوا عنه واستبدلوا به غيره .
فالواجب على المسلمين أن يحققوا هذا المنهج ، وأن يقوموا به حق قيام ، نسأل الله تعالى أن يستخدمنا لدينه وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه ، وأن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى