الدولةثوابت التغيير

ثوابت التغيير (2) مع أشرف الشربيني

ثوابت التغيير (2)

ثوابت التغيير (2) مع أشرف الشربيني

الدعوة إلي الله

الدعوة إلى الله هي التعريف به وبرسالته، وهي رسالة الأنبياء جميعاً ووظيفتهم المقدسة، ورسالة الدعاة من بعدهم وهي واجبة.. أيضا واستحق حاملها مدح الله الثناء عليه حيث قال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) {فصلت:33}

كذلك وللدعوة إلى الله شروط وآداب لابدَّ من تحققها وفيما يأتي شيء من التفصيل في ذلك.

شروط لازمة في الدعوة إلى الله

1_ العلم بما يدعو إليه، فلا تصحّ الدعوة من إنسان مع جهله بما يدعو إليه تؤتي أكلها أصلاً.

2_ العلم بالمدعو وثقافته، واختيار العبارات والوسائل التي تناسبه.

3_ امتلاك وسائل الدعوة المناسبة، ومداخل ومفاتيح القلوب، كالموعظة الحسنة.. أيضا والرسالة الهادفة، والعبارة الحكيمة، واللفتة الذكيّة.

4_ امتلاك الداعية مهارات الإقناع والتأثير، وتسلّحه بالدليل الصحيح، عقلياً كان أو نقلياً.. ذلك وبحسب ما يناسب حال المدعوّ فهناك من لا ينفع معه الدليل النقليّ، كمن لا يؤمن بمن نقل عنه الدليل أصلاً.

ثوابت التغيير (2) 

5_ القدوة الحسنة، وذلك بأن يكون الداعية أسوة حسنة للنَّاس فيما يدعوهم إليه من صفات وسجايا..  وذلك بالتزامه الأخلاق الحسنة والصفات الجيّدة والنبيلة، فالدعوة بلسان المقال أبلغ من اقتصارها على المقال.. أيضا ومتى انفصلت حال الداعية عن صفاته ووقع التناقض بينهما فقدت الدعوة تأثيرها وجوهرها، بل أصبحت دعاية سيّئة للفكرة وحاملها.

6_ توفُّر الثقافة المناسبة، وهي ثقافة لازمة ومعينة للداعية في دعوته، كمعرفة أحوال النّاس، وعاداتهم.. كذلك وإحاطته بالسياسة ومظاهرها، ومعرفته ببعض القضايا المعاصرة.. أيضا وإحاطته بالفقه بما تقوم به العبادة بشكل خاصّ، وبما يندرج في المعاملات بشكل عام،

وكذلك امتلاكه أدوات التواصل الحديثة، كالفيس بوك، والتويتر، والماسنجر، وقدرته على توظيفها بما يخدم الدعوة، ويرغب فيها.

توفُّر الحكمة المناسبة أثناء عرض الدعوة، فامتلاك العلم وحده لا يكفي إن لم يقترن ذلك بالحكمة، والحكمة تشمل أسلوب الخطاب وطرق التأثير على النَّاس، وقد حث عليها الله عندما قال: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) {النحل:125}

من الصفات التي يجب أن تكون مقترنة بالحكمة ومرافقة لها، صفة اللين والتي تفيد معنى الرفق والسهولة وعدم التشدّد في الكلام، فقد أكّد الله على ذلك حتى مع غير المسلمين، فها هو يوجِّه موسى إلى استخدام أسلوب اللين في الخطاب مع فرعون، فخاطب سبحانه موسى وأخيه هارون قائلاً: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) {طه: 43 ـ 44} فهناك مواقف إذاً تقتضي اقتران الحكمة باللين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى