بنات شعيب
إبنتي شعيب | كليم الله (17) مع د علي الصلابي
عندما وصل موسى -عليه السلام- إلى أرض مدين وجد الناس يسقون أغنامهم الماء باستثناء فتاتين قيل إنهما ابنتا شعيب -عليه السلام-،
أيضا وكانتا تبتعدان عن الماء، فسألهما موسى عن سبب ذلك فأخبرتاه بأنهما تنتظران الرعاة
ذلك حتى ينهوا سقاية مواشيهما لتقوما بسقاية أغنامهما من بعدهم؛ وذلك خشية مخالطة الرجال ومزاحمتهم،
وأخبرتاه أن الإضطرار هو الذي دفعهما للمباشرة بسقاية الأغنام لأن أباهما رجل مسن لا يمكنه القيام بذلك
فما كان من موسى -عليه السلام- إلّا أن عمد إلى سقاية أغنامهما، حيث قال الله -تعالى-:
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ
قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يصدر الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقَى لَهُمَا)
ثم عادت الفتاتين إلى أبيهما وأخبرتاه بما فعل الرجل الصالح الذي سقى لهما الأغنام، وطلبت إحداهما من أبيها أن يستـأجره لرعاية الأغنام؛
قال الله -تعالى-: (قالت إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)
كذلك بعدما سقى موسى -عليه السلام- الأغنام للفتاتين جلس في ظل إحدى الأشجار مناجياً الله -تعالى-
حيث قال الله -تعالى-: (فسقى لَهُمَا ثُمَّ تولى إِلَى الظِّلِّ فقالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
بنات شعيب
أيضا فإذ بإحدى الفتاتين قادمة إليه وهي تمشي على استحياء وأدب وتخبره بأن أباها يود لقاءه لشكره وإعطائه أجر سقاية الغنم حيث قال الله -تعالى-:
(فجاءته إِحْدَاهُمَا تمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يدْعُوكَ ليجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).
كما ذهب موسى -عليه السلام- إلى والد الفتاتين وأخبره بقصته مع فرعون وظلمه،
فبشره بأنه قد نجا من الظالمين لانتفاء سطوتهم على بلاده؛ قال الله -تعالى-:
(فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).ثمّ عرض والد الفتاتين على موسى -عليه السلام- تزويجه بإحدى ابنتيه،
على أن يكون مهرها رعي أغنامهم لمدة ثماني سنوات فإن زاد عليها لتصبح عشراً فذلك تبرعاً منه وإحساناً
فوافق موسى -عليه السلام- على ذلك العرض حيث قال الله -تعالى- على لسانه :
(قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قضَيْت فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّـهُ عَلَى مَا نقولُ وَكِيلٌ).
خلاصة المقال: خرج موسى -عليه السلام- من مصر إلى مدين بعدما قتل القبطي الذي كان من آل فرعون دون أن يقصد ذلك،
والتقى بفتاتين عند مورد ماء مدين فسقى لهما أغنامهما،
فعادت إليه إحداهما وقد غمرها الحياء والأدب لتخبره بأن أباها يريد رؤيته لشكره على ما فعل،
فذهب إليه موسى -عليه السلام- وأخبره بقصته مع فرعون وقومه،
ثم قام والد الفتاتين بتزويجه إحدى ابنتيه على مهر رعي الغنم لمدة ثماني سنوات، فوافق موسى -عليه السلام.