خلقه القرآن الحلقة 1
الحلقة 1
12 views
يعتبر خلق النبي محمد ﷺ أعظم مثال يحتذى به في حياة الإنسان، وقد مدحه القرآن الكريم بأسمى العبارات، وبيّن نبل صفاته وسمو أخلاقه. لم يكن خلق النبي ﷺ مجرد صفات فردية، بل كان منهاجًا ربانيًا يترجم تعاليم الإسلام إلى سلوك يومي حيّ. في هذا المقال، نسلّط الضوء على خلق الرسول ﷺ كما وصفه القرآن الكريم، وكيف يعدّ هذا النموذج أساسًا لكل من يسعى إلى الكمال الأخلاقي.
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]
في هذه الآية، يثني الله تعالى على نبيه ﷺ بأوجز وأبلغ عبارة، حيث أكّد عظمة خلقه ليس فقط بأنه ذو خلق عظيم، بل بأنه ثابت عليه ومتمكن منه، وكأن الأخلاق النبيلة جزء لا يتجزأ من كيانه.
قال تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159]
لقد كان النبي ﷺ رحيمًا بأصحابه، عطوفًا على أمّته، يتعامل مع الناس بلين ورقة، حتى مع من أساء إليه.
قال الله عز وجل:
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: 152]
وقد جسّد النبي ﷺ هذا الخلق عمليًا في كل مواقفه، فلم يفرّق بين الناس في الحق، وكان ميزانه هو العدل.
تحمّل النبي ﷺ الأذى والسبّ والتكذيب، ومع ذلك صبر واحتسب، امتثالًا لقوله تعالى:
﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]
كان ﷺ وفيًّا في عهوده، لا يخون ولا يغدر، وكان يتمثل قوله تعالى:
﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34]
كان ﷺ يبتسم في وجه أصحابه، ويحسن معاملة أهل بيته.
لم يكن فظًا ولا غليظ القلب، بل يألف ويؤلف.
عرف بـالصدق والأمانة حتى قبل البعثة، فلقّبه قومه بـ”الصادق الأمين”.
عاش متواضعًا، يخدم نفسه، ويجلس حيث ينتهي به المجلس.
الاقتداء بالنبي ﷺ ليس أمرًا اختياريًا، بل هو أمر رباني، قال تعالى:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]
إن السير على نهجه يُهذّب النفوس، ويرتقي بالمجتمعات، ويقرّب العبد من ربه، لأن الأخلاق الحسنة من أعظم أسباب دخول الجنة.
لقد جسّد النبي محمد ﷺ الخلق العظيم قولًا وفعلاً، فكان قرآنًا يمشي على الأرض. ومهما تحدّثنا عن صفاته ﷺ، فلن نوفيه حقه، ولكن يكفينا أن القرآن الكريم زكّى خلقه وشهد له بالكمال. فجدير بنا أن نقرأ سيرته، ونتمثل أخلاقه، ونجعل منها طريقًا نستنير به في حياتنا.
لا توجد توصيات بعد.