على بصيرة مع أد إسماعيل علي

على بصيرة-العلم ركيزة الدعوة إلى الله: كيف يتحقق للداعية الإلمام بالعلوم الشرعية والدعوية؟ على بصيرة برنامج يوضح أن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم المهام التي يمكن أن يتحملها المسلم، فهي مهمة الأنبياء والمرسلين، ومن سار على دربهم من الدعاة والمصلحين. ولكن هذه المهمة الجليلة تتطلب من الداعية أن يكون على علم واسع وبصيرة نافذة، حتى يتمكن من أداء دوره على أكمل وجه.

على بصيرة-العلم ركيزة أساسية في عمل الداعية

لا يمكن للداعية أن يدعو إلى شيء إلا إذا كان عالماً به، ولا يمكنه أن يحذر من شيء إلا إذا كان ملمّاً بحقيقته. لذلك، فإن العلم هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الداعية في عمله. فالداعية يدعو إلى الإسلام، ويحذر مما سواه من الأديان والمذاهب والأفكار المضادة. وهذا يفرض عليه أن يكون على دراية تامة بالإسلام من جهة، وبالباطل والجاهلية من جهة أخرى.

على بصيرة-مكونات الإسلام التي يجب على الداعية الإلمام بها

يتكون الإسلام من ثلاثة مكونات رئيسية:

1. الجانب الاعتقادي: وهو ما يتعلق بالإيمان بالله تعالى وأصول العقيدة.
2. الجانب التهذيبي: وهو ما يتعلق بتزكية النفس والأخلاق.
3. الجانب العملي: وهو ما يتعلق بأفعال المكلف، وينقسم إلى العبادات والمعاملات.

على الداعية أن يكون على علم بهذه المكونات، وأن يفهم تفاصيلها حتى يتمكن من نقلها إلى الناس بشكل صحيح.

العلوم التي يجب على الداعية إتقانها

لكي يكون الداعية مؤهلاً للدعوة، عليه أن يلمّ بعدد من العلوم الشرعية والدعوية، والتي يمكن تقسيمها إلى:

1. علوم الغاية: وهي العلوم التي تُطلب لذاتها، مثل علم العقيدة، وعلم التفسير، وعلم الحديث، وعلم الفقه، وعلم التزكية.
2. علوم الآلة: وهي العلوم التي تساعد على فهم علوم الغاية، مثل علم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث، وعلم أصول التفسير، وعلوم اللغة العربية.
3. علوم مكملة: مثل التاريخ، والأدب، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتي تساعد الداعية على فهم المجتمع الذي يدعو فيه.

كيف يتحقق للداعية العلم بالدعوات المضادة؟

لا يكفي أن يكون الداعية عالماً بالإسلام فقط، بل عليه أيضاً أن يكون على دراية بالأفكار والمذاهب المضادة للإسلام، مثل الشيوعية، والصهيونية، والعلمانية، وغيرها. عليه أن يعرف الشبهات التي يطرحها أعداء الإسلام، وأن يكون قادراً على الرد عليها بشكل علمي وموضوعي.

منهجية نقل العلم والدعوة

ليس المطلوب من الداعية أن يحفظ العلم فقط، بل عليه أن يكون على دراية بمنهجية نقل هذا العلم إلى الناس. عليه أن يعرف الأولويات، وأن يفهم أصناف المخاطبين، وأن يكون على علم بمناهج الدعوة الصحيحة. فالداعية ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل هو مرشد ومعلم، عليه أن يراعي ظروف الناس وحاجاتهم.

خاتمة

الدعوة إلى الله مهمة عظيمة، تتطلب من الداعية أن يكون على قدر كبير من العلم والبصيرة. عليه أن يلمّ بالعلوم الشرعية، وأن يكون على دراية بالأفكار المضادة، وأن يتقن منهجية نقل العلم إلى الناس. فالداعية الناجح هو الذي يجمع بين العلم والعمل، ويبذل الجهد في طلب العلم ونشره، حتى يكون داعية على بصيرة، وهادياً إلى طريق الحق.