مفاهيم أسرية الحلقة 12
الحلقة 12
7 views
في ظل انتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة حول الزواج وتكوين الأسرة، أصبح من الضروري تصحيح هذه التصورات لضمان بناء أسر متماسكة وقوية. فالعديد من الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا أدت إلى تفكك الأسر وانهيار البيوت، مما يجعلنا نعيد النظر في الأسس الصحيحة لاختيار شريك الحياة.
من خلال هذا المقال، سنتناول المعايير الشرعية والعملية لاختيار الشريك المناسب، مستندين إلى التوجيهات النبوية والفهم الصحيح لمقاصد الزواج في الإسلام.
قبل الخوض في معايير اختيار الشريك، لا بد من الإجابة عن سؤال جوهري: لماذا أتزوج؟
فالبعض يتزوج للمتعة والرغبة العابرة.
والبعض الآخر للإنجاب ومواكبة المجتمع.
وهناك من يرى الزواج وسيلة للهروب من ضغوط الأسرة أو السن.
لكن الهدف الحقيقي من الزواج في الإسلام هو:
تحقيق السكينة والمودة والرحمة. (كما في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) [الروم: 21].
بناء أسرة تقوم على تقوى الله وعبادته.
حفظ النسل والعفة.
حدد النبي ﷺ معايير واضحة لاختيار الزوج والزوجة، فقال:
“تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” (متفق عليه).
وللنساء أوصى الرسول ﷺ:
“إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ” (الترمذي).
الدين يضمن الاستقرار والالتزام بالحقوق والواجبات.
الخلق الحسن يجعل التعامل بين الزوجين قائماً على الاحترام والمودة.
الزواج ليس علاقة عابرة، بل ميثاق غليظ (كما في قوله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء: 21].
الجمال نسبي، وقد يزول مع الوقت.
النظرة الشرعية (كما في حديث المغيرة بن شعبة) مشروعة لضمان الانجذاب، لكن لا ينبغي أن يكون المعيار الوحيد.
المال مهم لضمان العيش الكريم، لكنه ليس ضماناً للسعادة.
التكافؤ الاجتماعي مفيد لتجنب الصدامات الثقافية، لكن الإسلام رفع شأن التقوى فوق النسب والمال.
حدد هدفك من الزواج: هل هو بناء أسرة مستقرة أم مجرد إرضاء رغبة عابرة؟
ركز على الدين والأخلاق: فهما الضمانة الحقيقية للاستمرار.
توازن بين المعايير: لا تهمل الجمال أو المال تماماً، لكن اجعلهما تابعين للدين.
استشر واصبر: استخِر الله، واستشِر أهل الخبرة، ولا تستعجل في القرار.
الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وإذا أردنا مجتمعاً قوياً، فلا بد من اختيار الشريك المناسب وفق الضوابط الشرعية. لنحرص على أن تكون ذات الدين وصاحب الخلق هي الأساس، حتى نضمن أسرة مستقرة، قائمة على المودة والرحمة، بعيداً عن التفكك والانهيار.
“الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” (مسلم).
لا توجد توصيات بعد.