خليك جوه الحدث – فواصل الحج الحلقة 6
الحلقة 6
16 views
خليك جوه الحدث-الحج ركن عظيم من أركان الإسلام، فريضة شرعها الله تعالى على كل مسلم ومسلمة {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: 97). لكنه ليس مجرد رحلة إلى مكة، بل هو محطة روحية تعيد صياغة القلوب، وتجمع شعوبًا تُلبي نداء الرب الواحد، وتُذكّرنا بأننا أمة واحدة فوق الفوارق.
عندما يصرخ الحجاج “لبيك اللهم لبيك” بأعلى صوت، تذوب الفروق بين الغني والفقير، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي. الجميع يرتدون لباسًا واحدًا، يقفون في مكان واحد، ويرفعون أيديهم إلى إله واحد. هذه هي القوة الحقيقية للحج؛ ففي عرفات، يتجسد قول الرسول ﷺ: “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”.
الحج فريضة على القادر فقط، لأن الإسلام دين يسر. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة: 286). فمن لم يستطع حجًّا لمرض أو فقر، فلا حرج عليه، لكن من ملك الصحة والمال ولم يحج، فقد ترك فريضة عظيمة. وهنا يُذكرنا الحج بأن النجاح في الدنيا ليس بالمال وحده، بل بالاستعداد للآخرة.
نداء “لبيك اللهم لبيك” ليس مجرد كلمات، بل هو استجابة من القلب، إعلان بالولاء لله وحده. لو رأيت الحجاج وهم يهتفون بهذه الكلمات، لشعرت بقوة الإيمان تهز المشاعر. هذا النداء يحرّك المشاعر ويُذكّرنا بأن الحياة الحقيقية هي في طاعة الله.
الكثيرون يحجّون بأجسادهم لكن عقولهم في الدنيا! الأفضل أن تعيش كل لحظة في الحج بتدبر:
قال النبي ﷺ: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” (متفق عليه). فمن حج ولم يرفث ولم يفسق، عاد كيوم ولدته أمه. الفرصة ذهبية؛ فكم من أشخاص حجوا ثم ماتوا، فكان حجهم آخر عملهم!
الحج ليس نهاية المطاف، بل محطة لتجديد الإيمان. إذا عدت من الحج، فليكن قلبك عامرًا بالتقوى، وجوارحك مستعدة للطاعة. ولو لم تحج بعد، فاستعد له ماديًا وروحيًا، وادعُ الله أن يكتبه لك.
“لبيك اللهم لبيك… هذه كلمات لا تقال باللسان فقط، بل تُختبر بالقلب والروح.”
لا توجد توصيات بعد.