مشغل الفيديو
00:00
09:18
تدبر الحلقة 11
الحلقة 11
8 views
تدبر 11-في هذه الأيام المباركة، خاصة في شهر رمضان، يجد المؤمن فرصة ذهبية للتعمق في تدبُّر كتاب الله عز وجل. فليس المقصود من القرآن مجرد التلاوة والحفظ، بل التفكُّر في معانيه، وتطبيق أحكامه، والانتفاع بمواعظه. يقول تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. فكيف نعيش مع القرآن تدبُّرًا لا تلاوةً فقط؟
لقد تكفَّل الله بحفظ القرآن، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. لكن المطلوب منا التدبُّر لأن:
التدبُّر طريق الفهم: فكثيرون يحفظون القرآن لكن قلوبهم غافلة عن معانيه.
التدبُّر وسيلة التغيير: القرآن نزل ليهدي النفوس ويُصلح الأحوال، كما غيَّر الصحابة من عبدة أصنام إلى قادة أمم.
التدبُّر سبب العزة: الأمة التي تعيش بكتاب الله تُبنى حضارتها على منهج رباني، كما حدث في عصر النبوة والخلافة الراشدة.
لتحقيق التدبُّر الفعَّال، يمكن اتباع الخطوات التالية:
الاستعداد النفسي: بإخلاص النية والتركيز.
التأنِّي في القراءة: كما أمر النبي ﷺ: “اقرؤوا القرآن بلَحْنِ العربِ وأصواتها” (صحيح الجامع).
الوقوف عند المعاني: مثلًا، عند قراءة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، نتذكر أن العبادة والاستعانة لله وحده.
ربط الآيات بالواقع: كالتفكُّر في قصص الأنبياء وأخذ العبرة من الصبر والثبات.
الاستجابة للأوامر: مثل الأمر بالصبر أو الدعاء.
اجتناب النواهي: كالغيبة والظلم التي حذَّر منها القرآن.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عندما سمع آية {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90]، أراق الخمر فورًا.
التابعي مالك بن دينار: كان يقرأ القرآن فبكى حتى غلبه البكاء، فغيّر حياته من المعاصي إلى العبادة.
طمأنينة القلب: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
الهداية اليومية: في كل آية توجيه لحياتنا.
القوة الروحية: كالاستعانة بآيات الصبر عند الشدائد.
رمضان فرصة ذهبية لإنعاش القلوب بالقرآن. فلنعاهد الله على:
قراءة جزء يوميًا بتدبُّر.
تطبيق ما نتعلمه.
نشر المعاني القرآنية.
فكم من شخص مات ولم يدرك رمضان هذا العام! فاغتنم حياتك، وتدبَّر كتاب ربك، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
“اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب همومنا”.
لا توجد توصيات بعد.