بيت الرضا الحلقة 5
95 views
بيت الرضا الحلقة 5
القلب الرحيم
كلنا يتحدث عن الرحمة قيمة من قيم السمو الإنساني الجميل الراقي، وعندما يتحلى الإنسان بالرحمة ممارسةً وسلوكًا ومنهاج حياة تراه أشبه بملَك يمشي على الأرض، وتلك معادلة صعبة في زمننا الصعب المعقد هذا!
دعني أفرق لك بين أمرين مهمين متعلقين بفلسفة القيم:
الأول: تظل القيمة معيارية شفافة خلابة نقية طاهرة مثالية في ذاتها.
الثاني: تنتقل القيمة من طور المثالية الراسخة إلى طور الممارسة العملية، عندما يتحلى بها الإنسان مطبقًا لها ومتخذًا لها فلسفة وجود ومنهاج حياة.
يظل التساؤل الحائر هنا: ما معايير تراحم القلب الرحيم في عالم القسوة؟!
– الرحيم قلب نقي ينبض بالخير أينما حل وأينما رحل.
–أيضا الرحيم قلب نقي صادق لم يكذب يومًا، ولم يغدر يومًا، ولم تطرق الخيانة بابه احترامًا وتوقيرًا ومهابة.
– الرحيم قلب له وجه واحد لم يتلون يومًا، ولم يتغير بتغير المواقف والظروف والمطامع والشهوات.
– الرحيم ذو لسان واحد وذو وجه واحد، لا ينطق إلا صدقًا ولا يبصر إلا حقًا.
–كذلك الرحيم عدو للحقد والغل والكراهية والمكر والتربص والتشفي، والسعي في هلاك غيره مرتديًا ألف قناع وقناع.
– الرحيم روح شفافة تحلق في سماء الحب، تهفو دائمًا إلى النقاء بجناحي المحبة واحترام الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو ديانته.
– قلب الرحيم شمس تشرق كل يوم بالأمل لتبدد ظلام الكراهية، ونور يشع في فضاء الكون مبددًا ظلام الحقد والغل والتناحر.
– أيضا قلب الرحيم ابتسامة رسمت على شفاه خلقت لتكون لوحة إبهار خلابة تسحر عيون الناظرين وتأسر عقول الحالمين.
– قلب الرحيم عملة نادرة، في سوق تداول قاس لا يرحم ولا يأبه بقيم ولا يعترف بتقاليد، ولا يوقر عادات ترسخت في الأذهان والوجدان.
تلك معايير القلب الرحيم في زمن القسوة والكراهية والجحود، زمن العجائب والغرائب والطرائف.
“ما أجمل تلك الصورة التي جسدت كل معاني الرحمة وكل سماتها في لمسة يد من شيخ جليل دق قلبه ودًا لهرة، فبادلت الهرة وده بقبلة نقية طبعتها على خده رسّخت في وجدان العالم كله أسمى قيمة من قيم التراحم”.
دمتم بالحب رحماء، ودامت قلوبكم للرحمة أوعية تفيض صدقًا ونقاءً وسموًا وصفاءً.
لا توجد توصيات بعد.