بيت الرضا الحلقة 32
50 views
بيت الرضا الحلقة 32
انطلاقًا من الحكمة القائلة إنّ “المعركة الأكبر تدور في ساحة العقول”، برز مفهومٌ جديدٌ يعرف بـ“الحرب الرقمية”، ضمن سياق الصراع الفلسطيني الصهيوني، خصوصًا بعد “طوفان الأقصى”. هذه الحرب ليست بالمعترك التقليدي الذي نعرفه، بل هي مواجهةٌ في الفضاء الافتراضي تخاض بالمعلومات والتقنيات الحديثة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من نسيج المعارك الحديثة، إذ تشهد الصراعات الجغرافية والقومية تحولاتٍ جذريةً في طرق النزاع وأساليبه نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة. كما لعبت القضية الفلسطينية دورًا بارزًا في هذا المجال، إذ اندلعت شرارة تحولٍ نوعيٍ في كيفية إدارة الصراع مع الاحتلال في سياق تبعيات “طوفان الأقصى”، فقد أصبحت الساحة الرقمية ميدانًا جديدًا يلعب فيه الفلسطينيون وداعموهم دورًا نشيطًا يعكس الوجه المعاصر للمقاومة، التي لم تعد تقتصر على الحجر والبندقية، بل امتدّت لتشمل الأسلحة الإلكترونية والمعلوماتية.
أحدثت الثورة التكنولوجية تغيراتٍ جذريةً في طبيعة الصراعات المعاصرة، ولم يكن الصراع الفلسطيني الصهيوني بمعزلٍ عن هذه التطورات، إذ تشير الدلائل إلى أنّ التكنولوجيا قد أصبحت سلاحًا ذا حدين يستخدمه جانبا الصراع في سبيل تحقيق أهدافهم. فمن ناحية أولى؛ تتيح التكنولوجيا للمجموعات الفلسطينية فرصةً لبث قضاياها على نطاقٍ واسعٍ، وكسب التأييد الدولي، ومن ناحية أخرى، تستخدم دولة الاحتلال التكنولوجيا كأداةٍ استخباراتيةٍ، إلى جانب مجالات الرصد والتجسس، على نطاقٍ واسعٍ.
أيضا تعتبر الهجمات الإلكترونية اليوم جزءًا لا يتجزأ من النضال الفلسطيني.. ذلك في عصرٍ تعاظم فيه الحضور الرقمي.. كما بدأت تصورات القوّة السيبرانية تتغير بعد “طوفان الأقصى”.. إذ كان يعتقد، على نطاق واسع.. سابقًا أنّ الكيان الصهيوني هو وحده من يملك قدراتٍ رقميةً متقدمةً.. أيضا خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والتجسس.. فعلى الرغم من صحة هذا الاعتقاد، إلى حدٍّ ما.. إلّا أنّ الأحداث .. كذلك قد أظهرت امتلاك المقاومة لقدراتٍ سيبرانيةٍ متقدمةٍ أيضًا.
كما وظفت المقاومة الفلسطينية هذا النوع من الهجمات..أيضا وتوزيع البرمجيات الخبيثة، وشل الأنظمة المعلوماتية.. وقد اكتسبت المقاومة الفلسطينية خبرةً في هذا المجال.. إذ انخرطت في العديد من العمليات الناجحة ضدّ المواقع الصهيونية .. كذلك مثلًا؛ شهدت الفترة الماضية تنفيذ هجماتٍ إلكترونيةٍ .. حيث استهدفت قواعد البيانات الحكومية الصهيونية.. محدثةً اضطرابًا في الخدمات العامة والخاصّة.
لا توجد توصيات بعد.