الرفق زينة المؤمن | زاد المسافر (الموسم الثاني) (29) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف
الحلقة 29
67 views
الرفق زينة المؤمن وهي صفة عظيمة تجعل حياة المسلم أكثر راحة، وتزيد من محبة الناس له. قال النبي ﷺ: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه” (صحيح مسلم). التعامل بلطف ورحمة مع الآخرين يفتح القلوب ويجلب البركة في العلاقات. في هذه الحلقة من “زاد المسافر”، نتحدث عن أهمية الرفق في حياة المؤمن، وكيف يساعده على السير بثبات في طريق الله، ويمنحه القوة في مواجهة التحديات دون أن يفقد هدوءه واتزانه.
الطريق إلى الله ليس سهلًا، فهو مليء بالابتلاءات في المال، والصحة، والعلاقات، والحياة اليومية. لذلك، يحتاج المؤمن إلى زاد يعينه على الثبات، وأهم هذا الزاد هو:
الصبر – قال الله تعالى: “فاصبر صبرًا جميلًا” (المعارج: 5).
الرفق – قال النبي ﷺ: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه” (صحيح مسلم).
العفو والصفح – قال الله تعالى: “فاصفح الصفح الجميل” (الحجر: 85).
هذه القيم ليست مجرد نظريات، بل هي تطبيق عملي يومي. عندما يتحلى الإنسان بها، يصبح قادرًا على تجاوز المحن والخلافات، ويكسب محبة الله والناس.
النبي ﷺ كان مثالًا في الأخلاق. ولذلك حين جاءه بعض اليهود وقالوا له “السام عليكم” (بمعنى الموت لك)، رد عليهم بهدوء: “وعليكم”. لم يرد عليهم بالإساءة، بل تعامل معهم بأدب رفيع. عندما غضبت السيدة عائشة رضي الله عنها، قال لها: “يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله” (صحيح البخاري).
هذا الموقف وغيره يعلماننا أن الغضب والحدة لا يجلبان الخير، بل الهدوء والتسامح هما طريق القلوب الطيبة.
الصلاة بدون أخلاق لا تكتمل – لو رأيت إمامًا يصلي بجمال لكنه سيئ الخلق، هل ستشعر بالراحة في صلاتك خلفه؟ الأخلاق تجعل العبادة مقبولة ومؤثرة أيضا في حياة المسلم.
صلة الأرحام من أعظم الأخلاق – النبي ﷺ قال: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها” (صحيح البخاري). صلة الأرحام تزيد في العمر وتبارك في الرزق.
التسامح والعفو يرفعان المسلم – قال النبي ﷺ: “من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء” (صحيح الترمذي).
تحكم في غضبك – قبل أن ترد، توقف لحظة وفكر، هل ردك سيكون بناءً أم هدامًا؟
عامل الناس بالحسنى – ليس لأنهم يستحقون، بل لأن الله يحب ذلك.
ابحث عن الأعذار للآخرين – بدلًا من سوء الظن، اجعل حسن الظن عادتك اليومية.
اجعل لسانك طيبًا – حتى في الخلاف، اجعل كلماتك مهذبة.
وفي النهاية اللهم اجعلنا من أصحاب الأخلاق الحسنة، ووفقنا للصبر والرفق والعفو، واهدنا لما تحب وترضى. اللهم ارزقنا الحلم والرحمة في قلوبنا، وبارك لنا في تعاملاتنا مع الناس.
📢 تابع برنامج زاد المسافر يوميًا، وتعلم كيف تكون أخلاقك زادًا في رحلتك إلى الله!
لا توجد توصيات بعد.