حب النبي للسيدة خديجة
حب النبي للسيدة خديجة | زاد المسافر (25) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)،
وقصد في هذا الحديث أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وكان حين يذكرها يكثر من مدحها ويذكر فضائلها ويستغفر لها،
فهي التي آمنت به حين كفر به النّاس، وصدقته حين كذبه الناس، وواسته بمالها حين امتنع عنه النّاس، وأنجبت له معظم أبنائه وبناته،
وإكراماً وحباً لها لم يتزوج غيرها في حياتها .
أسباب حب الرسول لخديجة
يعود حبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخديجة -رضي الله عنها-
إلى العديد من الأسباب، منها ما يأتي: الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
حين أرسل الله -تعالى- له الوحي، وحسن تصرفها وحكمتها في ذلك الوقت، وتثبيتها له، وإقرارها أنّ هذا الأمر هو صراط الله -تعالى- المستقيم،
فلمّا جاءها يرتجف خوفاً طمأنته قائلة له:
(كَلّا واللَّهِ ما يخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسِبُ المَعْدُومَ، وتقرِي الضَّيْفَ، وتعينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)،
وقولها -رضي الله عنها- هذا يدلّ على أنّ من يتصف بمثل هذه الصفات من مكارم الأخلاق فلن يصيبه شر،
أيضا ثمَّ أخذته -رضي الله عنها- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، فبشره أنَّه رسول من عند الله -تعالى-.
وقوفها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتخفيف عنه في العديد من المواقف،
حب النبي للسيدة خديجة
وهو ما دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتوجه إليها دوناً عن غيرها لمّا أنزل إليه الوحي، فتصرفت برجاحة عقلٍ وثباتٍ ويقينٍ،
وقد قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ نسائِها خَديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ وخيرُ نسائِها مَريمُ بنتُ عِمرانَ)،
فهي التي أقر لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّها خير نساء هذه الدُّنيا في زمانها كما كانت مريم -عليها السلام- خير نساء الدُّنيا في زمانها،
كما ظهر عطفها وحنوها ومعاونتها ومساندتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكثير من المواقف.
أمّ أولاد النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- جميعاً؛ إلّا إبراهيم فهو ابن مارية القبطية،
أيضا فكان هذا البيت أوَّل بيتٍ يوحد أهله الله -تعالى-،
كذلك وأول بيتٍ أقيمت الصَّلاة فيه وقرئ فيه القرآن، ولم يضم هذا البيت أبناء النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
وحسب؛ بل كان معهم هند بنت أبي هالة، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وأم أيمن.