موسى في البقعة المباركة
موسى في البقعة المباركة | كليم الله (24) مع د علي الصلابي
إذا فقد حرصت آيات القرآن الكريم على تحديد المكان الذي كانت فيه النار والذي سمع فيه موسى كلام الله:
ففي سورة النازعات ذكر اسم الوادي المقدس “طوى”
وذلك في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)﴾]النازعات:
وورد هذا أيضاً في سورة طه في قوله تعالى﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾]طه:١٢[، ولقد جعل الله وادي “طوى”،
كذلك وهو الواقع بجانب جبل الطور في سيناء، أي واديا مقدسا بنص الآية، والقداسة هنا الطهارة والتنزيه عن المفاسد والرذائل.
أيضا لما وصل موسى بأهله إلى وادي طوى وجبل الطور، سار هو في وادي طوى،
كما وجه وجهه نحو مصر وجعل جبل الطور عن يمينه،
وبذلك كان جانب وادي طوى عن يمينه أيضاً وهو شاطئ الوادي الأيمن،
موسى في البقعة المباركة
وكانت الشجرة المباركة على يمين موسى، فهي على شاطئ وجانب الوادي الأيمن الذي هو في جانب جبل الطور الأيمن.
كذلك وإن هذه البقعة اليمنى كلها بقعة مباركة، باركها الله في تلك الليلة المباركة وهي المذكورة في قوله:
﴿فَلَمَّا أتاهَا نودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ﴾]القصص:
إذا فالمعنى: لما أتى موسى المكان ناداه الله من الشجرة وهذه الشجرة من شاطئ وادي طوى، وهذا الشاطئ هو جانب الوادي الأيمن،
أيضا وهذا الوادي هو في جانب جبل الطور الأيمن وهذه البقعة كلها هي البقعة المباركة، ولهذا قال تعالى في سورة النمل:
﴿فَلَمَّا جاءَهَا نودِيَ أَنْ بورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾]النمل:٨[. (القصص القرآني، ٢/٣٥٤).
وتعتبر آيات سورة القصص من أكثر الآيات التي حددت المكان الذي نودي منه موسى عليه السلام،
أيضا وهذا ما لم نجده في سورة أخرى بهذا التفصيل. قصص القرآن الكريم