المرء مع من أحب
زاد المسافر (15) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف | المرء مع من أحب
غاية الإكرام أن تحب إنسانا فتبلغ مناك في اللحاق به وإن قصر بك عملك عن درجته،
وقد وقعت هذه البشارة موقعها من قلوب المحبين المتولهين بحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب أصحابه لما سمعوها منه فقد قال قائلهم ـ:
” ما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث . وكان ثوبان رضي الله عنه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان شديد الحب له وكان يراوده هذا الهاجس، يخاف ألا يلقى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت بسبب تفاوت الدرجات،
وفيه نزلت آية سورة النساء، قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه،
فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” ما غير لونك؟! “.
قال: يا رسول الله.. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك،
ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين،
وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله:
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
المرء مع من أحب
وعند الطبراني من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله:
والله إنك لأحب إلى من نفسي، وإنك أحب إلي من أهلي ومالي وأحب إلي من ولدي
وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك،
وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين،
وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يرد عليه النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية:
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} الآية.