برامجنازاد المسافر

أحب لأخيك ما تحبه لنفسك

أحب لأخيك ما تحبه لنفسك

زاد المسافر (14) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف | حب لاخيك ما تحبه لنفسك

روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

هذا الحديث الشريف مِن الأحاديث العظيمة التي عليها مدار الدِّين،

ولو عمل الناس به لقضى على كثير من المنكرات والخصومات بين الناس، ولعم المجتمع الأمن والخير والسلام،

وهذا يحصل عند كمال سلامة الصدر مِن الغل والغش والحسد،

فإنَّ الحسد يقتضي أن يكره الحاسد أن يفوقه أحد في خير أو يساويه فيه؛

لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله ويتفرد بها عنهم، والإيمانُ يقتضي خلاف ذلك،

وهو أن يشركه المؤمنون كلهم فيما أعطاه الله من الخير، من غير أن ينقص عليه من ذلك شيء

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث معاذ رضي الله عنه؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان،

قال: ((أفضل الْإِيمَانِ أَنْ تحب للِه، وَتبغض فِي اللهِ،وتعمل لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ)) قال: وماذا يا رسول الله؟

قال: ((وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ)).

وهذا من خصال الإيمان العظيمة، ولذلك رتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم دخولَ الجنة على العمل بها،

فروى الإمـام أحمد في مسنده من حديث يزيد بن أسد القسري رضي الله عنه، قال:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتحب الجنة؟)) قلتُ: نعم، قال: ((فأحب لِأَخِيكَ ما تحب لِنَفْسِكَ)).

أحب لأخيك ما تحبه لنفسك

وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((فَمَنْ أحب أَنْ يزحزح عَنِ النَّارِ ويدخلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وََالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحبُّ أَنْ يُؤْتَى إِليَهِ)).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يَا أَبَا ذّرِّ إِنِّي أراك ضَعِيفًا، وإني أحب لَكَ مَا أحب لِنَفْسِي؛ لَا تأمرن عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تولين مَالَ يَتِيمٍ)).

وإنما نهاه عن ذلك لما رأى مِن ضعفه، وهو صلى الله عليه وسلم يحب هذا لكل ضعيف،

كذلك وإنما كان يتولى أمور الناس لأن الله قواه على ذلك، وأمره بدعاء الخلق كلهم إلى طاعته، وأن يتولى سياسة دينهم ودنياهم.

أيضا وكان محمد بن واسع يبيع حمارًا له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لم أبعه،

كما أن هذا إشارة منه إلى أنه لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه، وهذا كله مِن جملة النصيحة لعامّة المسلمين، التي هي مِن جملة الدِّين.

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى