الله وتر يحب الوتر
زاد المسافر | مع الشيخ عبد الخالق الشريف | الحلقة الثالثة (الله وتر يحب الوتر)
فهذا باب الحث على صلاة الوتر، وبيان أنه سنة مؤكدة، وبيان وقته.
الوتر، ويقال: الوتر أيضًا بالفتح معروف، وهو يقابل الشفع.
والوتر عند الجمهور سنة مؤكدة1 وذهب أبو حنيفة -رحمه الله- إلى أنه واجب سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عمن يواظب على ترك الوتر، لا يوتر؟ قال: إنه رجل سوء
وعلى كل حال يستدل من يقول بالوجوب بحديث أبي أيوب الأنصاري :
الوتر حق على كل مسلم.. الحديث، وكذلك أيضًا بحديث آخر، وهو حديث بريدة :
الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا قاله ثلاثًا فمثل هذا الحديث حسنه بعض أهل العلم، ومن ثم قالوا بالوجوب،
ولكن عامة أهل العلم لا يقولون بوجوبه، وإنما يقولون ذلك يدل على تأكده،
كذلك ويستدلون على عدم الوجوب بالأحاديث الواردة الأخرى التي يفهم منها أنه لا يجب على المسلم سوى الفرائض الخمس، كقوله هل عليّ غيرها؟
قال: لا، إلا أن تطوع فقالوا: هذا يدل على أن الوتر ليس بواجب، وهذا هو الأقرب،
ولكنه مؤكد، ولا يحسن بالإنسان أن يتركه، ومن واظب على تركه؛ فهو مقصر تقصيرًا كبيرًا، ومغبون.
الله وتر يحب الوتر
والنووي -رحمه الله- هنا يقول: وبيان أنه سنة مؤكدة، وذكر حديث علي قال:
الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة، ولكن سن رسول الله ﷺ قال: إن الله وتر يحب الوتر؛ فأوتروا يا أهل القرآن فهنا قال بأن الوتر ليس بحتم،
وهذا من كلام علي -رضي الله عنه وأرضاه- يدخل في ذلك صلاة الوتر،
ويدخل فيه أيضًا الوتر عمومًا، فالله -تبارك وتعالى- أقسم بذلك قال:
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر ويدخل في هذا القسم بسورة الفجر يدخل فيه يوم عرفة، كما يدخل فيه أيضًا الوتر عمومًا،
فإن الله يحبه؛ ولهذا فإن السعي بين الصفا والمروة يكون سبعًا، والطواف بالبيت يكون سبعًا،
وهكذا إذا نظرت إلى التسبيح بعد الصلاة بثلاث وثلاثين، فكل هذا من الوتر.
قال: أوتروا يا أهل القرآن بل قد استحبه بعض أهل العلم في غير العبادة،
مثل إذا أكل تمرًا مثلاً أن يأكل وترًا، وقد جاء ذلك تحديدًا قبل صلاة العيد، عيد الفطر،
وكذلك من تصبح بسبع تمرات، لكن هل يكون ذلك مطلقًا إذا أكل الإنسان في أي وقت من النهار؟
من أهل العلم من استحب ذلك قال: أن يقطع على وتر، وإذا شرب؛ شرب ثلاثًا، إلى غير ذلك
