مضلات الفتن الحلقة 9
الحلقة 9
12 views
في حديث صحيح رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ذكر النبي ﷺ أن من أعظم الفتن ما يكون كموج البحر، متلاطمًا يصعب النجاة منه. وقد حذر الصحابة من هذه الفتن، خاصة تلك التي تتعلق بالمال والأهل والولد، والتي قد تصرف الإنسان عن دينه. لكن هناك فتنًا أعظم، وهي التي تظهر في الأمة كالطوفان، وتحتاج إلى وعي شديد لاجتيازها.
من أخطر أنواع الفتن هي فتنة الأئمة المضلين، وهم من يتحدثون باسم الدين وهم أبعد الناس عنه. كما ورد في الحديث: «الأئمة المضلون»، وهم الذين يضلون الناس بلسان شرعي، فيظن العامة أنهم على الحق وهم في الضلال.
يخالفون الكتاب والسنة، ويقدمون آراءهم على النصوص الشرعية.
يتبعون الأهواء، ويحرفون الكلم عن مواضعه.
يُظهرون المعروف وينكرون المنكر، لكنهم في الحقيقة يعملون بخلافه.
لحماية أنفسنا من هذه الفتن، أوصى النبي ﷺ بالتمسك بالكتاب والسنة، فقال:
«تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ».
العلم الشرعي الصحيح: فهم الدين كما فهمه السلف الصالح، دون تحريف أو تأويل فاسد.
اتباع منهج الصحابة: فهموا الإسلام نقياً، وهم خير القرون كما أخبر النبي ﷺ.
الحذر من البدع: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
العلماء الربانيون هم ورثة الأنبياء، وواجبهم:
تبيين الحق من الباطل، وعدم التخلي عن دورهم التوجيهي.
الرد على المضلين، وكشف شبهاتهم بالحجة والبرهان.
تربية الأمة على الثبات، خاصة في أوقات الاضطرابات.
الفتن لا تنتهي، ولكن النجاة تكون بالعودة إلى المنهج الصحيح: القرآن والسنة بفهم السلف الصالح. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إنما تنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية».
فلنحرص على التمسك بالدين، ولنكن من الذين قال فيهم النبي ﷺ: «يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَيُسْأَلُونَ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ».
اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وثبتنا على الحق حتى نلقاك.
لا توجد توصيات بعد.