برامجناومضات نفسية مع د شادي ظاظا

أنواع النفوس

أنواع النفوس

ومضات نفسية مع د شادي ظاظا | الحلقة الخامسة (أنواع النفوس)

أنواع النفوس عند الإمام ابن تيمية، هي ثلاثة: اللوامة، والأمارة بالسوء، والمطمئنة.

الأولى هي التي تذنب وتتوب وتلوم صاحبها على الذنوب، وتلومها يعني ترددها بين الخير والشر.

والثانية يغلب عليها اتباع الهوى بسبب الذنوب.

والثالثة صار لها حب الخيرات والحسنات مع بغض الشر والسيئات، خلقًا وعادة وملكة من دوام فعلها للقسم الأول وتركها للثاني.

أما تعريف النفوس عند المتفلسفة الأطباء وكونها ثلاثة: نباتية محلها الكبد، وحيوانية محلها القلب، وناطقية محلها الدماغ،

فإن ابن تيمية يوافق على هذا التعريف إن كان مرادهم “أنها ثلاث قوى تتعلق بهذه الأعضاء”، ويستبعد كونها ثلاثة أعيان قائمة بانفسها لأنه خطأ” .

النفس إذن هي “الروح المدبرة لبدن الإنسان”، ولا تختص بشيء محدد من جسد الإنسان تسكن فيه، وإنما هي تسري في الجسد كما تسري الحياة فيه كله

“فإن الحياة مشروطة بالروح فإذا كانت الروح في الجسد كان فيه حياة وإذا فارقته الروح فارقته الحياة”.

وعن خلق الإنسان ومعاده، فإن دليل ابن تيمية في إثبات أدوار الخلق من النطفة ذات الأمشاج والأخلاط،

حتى يتم خلقه وإخراجه إنسانًا سويًا سميعًا بصيرًا، هذا الدليل يستخرجه من سورة الإنسان،

حيث تضمنت خلقه وهدايته “ومبدأه وتوسطه ونهايته، وتضمنت المبدأ والمعاد، والخلق والأمر:

وهما القدر والشرع، وتضمنت إثبات السبب وكون العبد فاعلًا مريدًا حقيقة، وأن فاعليته ومشيئته إنما هي بمشيئة الله”.

ويتضح لنا من هذه العبارة إثباته للإرادة الإنسانية، فالإنسان بالطبع مريد فعال وهو مسئول عن أفعاله.

وهذا يفسر لنا السبب في تفضيل ابن تيمية للمعتزلة عن الجبرية، لأن الفرقة الأولى تعظم الأمر والنهي والوعد والوعيد.

لذلك نعود إلى تفسيره لسورة الإنسان: إنه يستخرج منها – وبالتطابق مع غيرها من الآيات القرآنية – البرهان على أن المعاد بالأبدان “

أنواع النفوس

أيضا وقد صرح سبحانه بأنه خلق جديد في موضعين من كتابه. وهذا الخلق الجديد هو (المثل)”.

ونراه متأثرًا بالغزالي – الذي تحدث عن المهلكات في مجال الأخلاق –

كذلك فيذكر حب الرئاسة معتبرًا إياها شهوة خفية، ويرى أن الكبر والحسد هما الداءان اللذان “أهلكا الاولين والآخرين،

وهما أعظم الذنوب التي بها عصى الله أولًا. فإن إبليس استكبر وحسد آدم].

كما ينبذ ما عند الفلاسفة من علوم الأخلاق والسياسة المدنية والمنزلية، فهي ليست إلا جزءا مما جاءت به الرسل.

أيضا كما أن الأخلاق عند الفلاسفة لا توجب السعادة، لأن السعادة الحقة مرتبطة بالنجاة من العذاب

أي أنها تتعلق بأصلين لابد منهما وهما: الإيمان بالرسل “وليس لأرسطو وذويه كلام معروف” 

وكذلك الإيمان باليوم الآخر “وأحسنهم حالًا من يقر بمعاد الأرواح دون الأجساد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى