هل تجوز ترجمة القرآن
هل تجوز ترجمة القرآن؟ | أنوار التنزيل (15) مع الشيخ عبدالخالق الشريف | قناة دعوة
إذا في الثلث الأول من القرن العشرين أُثيرت مسألة ترجمة القرآن الكريم.. كذلك واحْتدم النزاع فيها بين المعارضين والمؤيدين … والحقيقة التي اتفق عليها المعارضون والمؤَيِّدون لهذه الفكرة أن القرآن الكريم لا يسَمى بعد الترجمة قرآنًا .. ذلك لأن له خصائصه ومزاياه وأحكامه الشرعية المختلفة.. أيضا لأن الترجمة ليست كلام الله المنَزَّل على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم .. بل هي كلام بشر، ولأن لغة الترجمة ليست هي العربية التي هي داخلة في كيان القرآن الكريم.. كما قال تعالى ( كتابٌ فصِّلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعْلمون ) ( فصلت : 3 ) .. أيضا وقال تعالى ( نزلَ به الروحُ الأمين على قلْبِك لتكون من المنْذِرين بلسان عربي مبين ) ( الشعراء : 193 ـ 195 ) .. إلى غير ذلك من الآيات،
هل تجوز ترجمة القرآن
والترجمة بالتالي ليست معجزة؛ لأن مفهوم المعجزة يحمل على عدم قدرة أحد غير الله على صنْعها، فما صَنَعَه البشر ـ غير الله ـ يفْقِد معنى الإعجاز . وإذا كانت الترجمة لا تسمى قرآنًا ولا تستلزم أحكامه من مثل التعبد بتلاوته، وعدم قراءته مع الجَنَابة، وصحة القَسم به وغير ذلك، فهل تجوز هذه الترجمة أو لا تجوز ؟ اقرأ أيضا: حكم قول سيدنا محمد هل رفع الصوت في المساجد من علامات الساعة
اصطلح العلماء على أن هناك مَعْنَيين للترجمة،
1_ أحدهما ترجمة حَرْفية، والآخر ترجمة معاني. الترجمة الحرفية : الترجمة الحرفية تقوم على وضع لفظ مرادف للفظ القرآن يؤدي كل المقصود منه، وقد اتفق العلماء على أنها غير جائزة؛
2_ أن بعض الألفاظ العربية ربَّما لا يراد بها الحقيقة، بل يراد بها المجاز، فلو كانت الترجمة لأحدهما ربما كان هو غير المقصود في القرآن الكريم، وذلك تغيير لمعناه، وهذا ما وقع فيه ” مارما ديوك بكتهول ” في ترجمته الإنجليزية لكثير من الآيات، فترجم قوله تعالى ( فيَدْمَغُه ) من آية ( بل نَقِذِفُ بالْحَقِّ على الباطل فيَدْمَغُه فإذا هو زاهقٌ ) ( الأنبياء : 18 ) بمعناه الأصلي وهو ” فيشج رأسه ” وترجم قوله تعالى ( ولا تَجْعَل يدك مغلولةً إلى عنُقك ولا تبسُطها كلَّ البسْط ) ( الإسراء : 29 ) بمدلولها الأصلي، وهو جمع اليد إلى العنق وإطلاقها