نزول القرآن
| أنوار التنزيل (7) مع الشيخ عبدالخالق الشريف | قناة دعوة
مراحل نزول القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم آيات تدلّ على أنّ القرآن قد نزل جملة واحدة.. كما في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كنَّا منذِرِينَ).. أيضا وآيات أخرى يفهَم منها أنّ القرآن نزل متفرّقاً على سنوات.. ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَقرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا).. كذلك وقد فصّل العلماء في هذه المسألة، وقسّموا نزول القرآن إلى ثلاث مراحل كما يأتي:
المرحلة الأولى
ذكرت هذه المرحلة في قوله -تعالى-: (بَلْ هوَ قرْآنٌ مَّجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ).. ففي هذه المرحلة نزل القرآن الكريم إلى اللوح المحفوظ؛ حيث يجمع هذا اللوح كلّ ما كان، وكلّ ما هو كائن من أقدار المخلوقات.
نزول القرآن
المرحلة الثانية
أيضا ذكِرت هذه المرحلة في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)؛ فبعد أن نزل القرآن إلى اللوح المحفوظ، أنزله الله إلى بيت العزّة في السماء الدُّنيا، وكان ذلك في ليلة القدر كما ذكرت الآية
كذلك ونزول القرآن جملة إلى السماء الدُّنيا فيه تعظيم لشأن القرآن.. أيضا وتكريمٌ لشأن من أنزل عليه.. إذ كان في ذلك إيذانٌ لأهل السماوات السبع أنّ القرآن هو خاتم الكُتب السماويّة المنزّلة على خير الخلق وأشرفهم محمد -صلّى الله عليه وسلّم-
المرحلة الثالثة
كذلك امتدّت هذه المرحلة على طول سنوات دعوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.. إذ كان ينزل القرآن على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مفرَّقاً.. فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، قال -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ).. أيضا ويتأكّد في نزول القرآن على ثلاث مراحل نَفي الشكّ عنه؛
فنزوله أوّلاً إلى اللوح المحفوظ، ثمّ إلى بيت العزّة، ثمّ مفرَّقاً على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أدعى للتوثُّق من أنّه كلام الله.. أيضا وزيادة للإيمان به، وهذا التنزيل يزيل الرَّيب، والشكّ عنه، ويدعو إلى التسليم به..
أيضا وفي ذلك حكمة متعلّقة بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم .. فقد كان نزول القرآن مفرَّقاً عليه سبباً في تثبيت قلبه، وشرح صدره، وقد ذكر الله -تعالى- ذلك في قوله: (كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) ..