التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (30)

ميلاد قلب (30)

ميلاد قلب (30) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

الرجاء من أهم أسباب وعوامل الثبات

الرجاء الذي هو ضد اليأس ، واليأس هو تذكر فوات رحمة الله وقطع القلب عن التماسها وهو معصية

 (( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))

قالها يعقوب عليه السلام لأبنائه..

درجات الوصول إلى تحقيق الرجاء

1-    ذكر سوابق فضل الله على العبد، أن الله له علينا فضائل سابقة..

2- كما أن ذكر وعد الله من جزيل ثوابه وعظيم كرمه وجوده بدون سؤال من العبد استحقاق

فإن الله يعطي بدون أن يكون العبد مستحقاً إذا استقام الإنسان.

3-  أن تذكر نعم الله عليك في أمر دينك وبدنك ودنياك في الحال(الآن) وأن يمدك بالألطاف والنعم من غير استحقاق ولا سؤال.

4-  كذلك ذكر سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه وأنه الرحمن الرحيم الغني الكريم

أيضا الرؤوف بعباده المؤمنين لذلك تحقيق الرجاء يقوم على معرفة أسماء الله وصفاته.

وقد علم أرباب القلوب أن الدنيا مزرعة الآخرة والقلب كالأرض لابد لها من بذر

ميلاد قلب (30)

وكذلك لابد للقلب من طاعات والأرض لابد لها من تعاهد وسقي بالماء

أيضا وحفر أنهار وسوق الماء إليها وكذلك القلب لابد له من تعاهد وأن يسقى بماء الطاعة والعبادة

وكذلك الأرض تحتاج حتى تنبت إلى صيانتها عن الأشياء الضارة ، وترى المزارع ينتقي الدغل فينتزعه من أرض حتى لايؤذي زرعه

والمؤمن ينقي قلبه من أي شبهة وشهوة حتى لا تفسد عليه زروع الطاعة التي سقاها بماء العبودية..

أيضا وقلّ أن ينفع إيمان مع خبث القلب كما لا ينمو البذر في الأرض السبخة إذاً ينبغي أن يقاس رجاء العبد برجاء صاحب الزرع

كذلك فكل من طلب أرضاً طيبة وألقى بذراً جيداً وسقى وتعاهدها بالرعاية ثم جلس ينتظر فضل الله ..، انتظار هذا يسمى رجاءً،

أما إن بذر في أرض سبخة مرتفعة لا يصلها الماء ، هذا غبي أحمق، أما إن بذر في أرض طيبة

ولكن لا يصلها الماء وقال أنتظر المطر.، انتظار هذا تمنّي وليس رجاء..!

أيضا الرجاء يصدق على انتظار محبوب تمهّدت أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ولم يبق إلا ما ليس في اختيار وإرادة العبد..

لذلك فالإنسان يبذل من الطاعات والعبادات وينتظر فضل الله أن يثبته وأن لا يزله ولا يزيغه حتى الممات ولا يضله حتى يلقاه وهو راضٍ عنه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى