التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (29)

ميلاد قلب (29)

ميلاد قلب (29) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

مفهوم الرجاء

الرجاء في اللغة بمعنى الأمل، وهو ضد اليأس، وقد قال ابن الأثير في كتابه النهاية: “الرجاء بمعنى التوقع والأمل”،

وأما في الاصطلاح فالرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عنده، وترقب حصوله،

فالرجاء في الله: هو الاستبشار بجود الله وفضله، والطمع بإحسانه وعطائه، وتعلّق القلب به،

أيضا والشعور بالثقة والطمأنينة لحصول ما عند الله من الخير والنعيم في الدنيا والآخرة،

والنظر إلى سعة رحمة الله به، مع الأخذ بالأسباب،

كذلك وبذل الجهد، والتوكل على الله، وحسن الظنّ به، فهو عكس التمني الذي يكون مع الكسل وترك العمل، وعدم الأخذ بالأسباب،

أيضا وعدم حسن الظن بالله، وعدم التوكل عليه، حيث قال تعالى: (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ

من أعظم العبادات القلبية

إن الرجاء في الله عبادة من أعظم العبادات القلبية، إذ هي من أجلّ منازل السائرين وأعلاها وأشرفها،

إذا فالمؤمن يسير إلى ربه عزّ وجل على جناحي الرجاء والخوف،

كذلك فبالخوف يردع عن المعاصي ويمتنع عن ارتكابها، وبالرجاء يتحرّك بجوارجه بالطاعات،

أيضا ويمتثل أوامر ربه، فعلى الرجاء والخوف والمحبة مدار السير إلى الله، والثبات على دينه،

قال تعالى:

(أولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا

ميلاد قلب (29)

ثناء الله على أهل الرجاء

حيث إن الله عزّ وجلّ مدح في كتابه أهل الرجاء وأثنى عليهم، وجعل الرجاء من صفات عباده المؤمنين، قال تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ)،[١٠]

كما قال أيضاً: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

المواظبة على العمل الصالح والطاعات

إن الرجاء يورث العبد المؤمن فعل الأعمال الصالحة والإكثار من الطاعات والخيرات، والدوام في المحافظة عليها،

كذلك وطول المجاهدة، في سائر الأحوال والتقلبات، بل يولّد عنده التلذذ بفعل الطاعة

أيضا وإن كانت شاقة وصعبة عليه، وهذا مما يؤدي إلى زيادة الفضل والثواب من الله تعالى.

إظهار العبودية لله والإقبال عليه

إن عبادة الرجاء تظهر عبودية المؤمن لله تعالى وحاجته وافتقاره إليه، فيؤدي إلى دوام الإقبال عليه،

كذلك والتعلق به، والتنعّم بمناجاته، مما يزيد من محبة الله في قلب العبد، والشعور بالرضا، والشكر،

أيضا وهذا مما يوجب مزيداً من التعرّف على الله، وعلى صفاته وأسمائه

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى