مكانة النبي صلى الله عليه وسلم
مكانة النبي صلى الله عليه وسلم | زاد المسافر (19) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف
إذا مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم موضوع عظيم، تبعاً لعظمة المتحدَث عنه، وهو سيد البشر،
وأفضل الخلق، وأعلمهم وأتقاهم وأخشاهم لله عز وجل.
هذا الرجل العظيم الرسول الكريم هو أكرم الخلق على الله -جل وعلا-، ولا نجاة لأحد كائناً من كان إلا بعد معرفته ومعرفة ما جاء به؛
والإيمان به وبما جاء به، على مراده -عليه الصلاة والسلام-
معرفة النبي -صلى الله عليه وسلم- أحد الأصول الثلاثة،
التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها، وليس المراد معرفة حفظ دون معرفة عمل؛ لأن الإنسان،
مهما بلغ من المراتب العليا في الدراسات وغيرها ولو كان تخصصه في السيرة النبوية،
وصار أعرف الناس بها لكنه لا يتبع ولا يعمل، ما الذي يفيده هذا العلم،
إذا سئل في قبره عن ربه، وعن دينه وعن نبيه لن يستطيع الجواب، ما لم يكن متابعاً للنبي -صلى الله عليه وسلم-
ولو تخصص في السيرة؛ لأنه إن لم مؤمناً فلن يجيب؛ لأن المنافق والمرتاب ولو كان في دنياه من أعرف الناس بالسيرة،
مكانة النبي صلى الله عليه وسلم
ذلك فإنه لا محالة سوف يقول: هاه هاه لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون شيئاً فقلته, فالمعول على المتابعة.
هذا الأصل العظيم من الأصول الثلاثة التي هي معرفة الله -جل وعلا-، ومعرفة دين الإسلام،
كذلك ومعرفة نبيه -عليه الصلاة والسلام- اقترانه -عليه الصلاة والسلام-، اقتران معرفته بمعرفة الله -جل وعلا-،
أيضا ومعرفة الدين الذي من أجله خلق الناس، العبادة, في هذا بيان لمكانته -عليه الصلاة والسلام-
بداية الامتحان الحقيقي إنما تكون بالسؤال عن الله -عز وجل- وعن دينه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
هذا النبي العظيم قرنت الشهادة له بالرسالة بالشهادة لله -جل وعز- بالألوهية، فلا يصح دين إلا بشهادة أن لا إله إلا الله،
وأن محمداً رسول الله، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله))
ومن لازم صحة لا إله إلا الله، الشهادة لهذا الرسول الكريم بأنه عبد الله ورسوله، هذه الشهادة للنبي -عليه الصلاة والسلام–
بالرسالة أحد شقي الركن الأول من أركان الإسلام، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر:
((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة..)) إلى آخر الأركان..