برامجناكليم الله مع د علي الصلابي

ما هذا إلا سحر مفترى

ما هذا إلا سحر مفترى

ما هذا إلا سحر مفترى | كليم الله (28) مع د علي الصلابي

كما يقول تعالى ذكره: فلما جاء موسى فرعون وملأه بأدلتنا وحججنا بينات أنها حجج شاهدة بحقيقة ما جاء به موسى من عند ربه،
إذ قالوا لموسى: ما هذا الذي جئتنا به إلا سحراً افتريته من قبلك وتخرصته كذباً وباطلاً ”
أيضا وما سمعنا بهذا ” الذي تدعونا إليه من عبادة من تدعونا إلى عبادته في أسلافنا وآبائنا الأولين الذي مضوا قبلنا.
كذلك قوله تعالى : ” فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ” أي ظاهرات واضحات ” قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ” مكذوب مختلق ” وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين “
كما قيل : إن هذا الآيات ما احتج به موسى في إثبات التوحيد من الحجج العقلية . وقيل هي معجزاته .
يخبر تعالى عن مجيء موسى وأخيه هارون إلى فرعون وملئه وعرضه ما آتاهما الله من المعجزات الباهرة,
والدلالة القاهرة على صدقهما فيما أخبرا به عن الله عز وجل من توحيده واتباع أوامره, فلما عاين فرعون وملؤه ذلك وشاهدوه وتحققوه,
وأيقنوا أنه من عند الله, عدلوا بكفرهم وبغيهم إلى العناد والمباهتة, وذلك لطغيانهم وتكبرهم عن اتباع الحق فقالوا
“ما هذا إلا سحر مفترى” أي مفتعل مصنوع, وأرادوا معارضته بالحيلة والجاه فما صعد معهم ذلك.

ما هذا إلا سحر مفترى

وقوله: “وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين” يعنون عبادة الله وحده لا شريك له, يقولون:
ما رأينا أحداً من آبائنا على هذا الدين, ولم نر الناس إلا يشركون مع الله آلهة أخرى, فقال موسى عليه السلام مجيباً لهم
“ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده” يعني مني ومنكم, وسيفصل بيني وبينكم, ولهذا قال: “ومن تكون له عاقبة الدار”
أي من النصرة والظفر والتأييد “إنه لا يفلح الظالمون” أي المشركون بالله عز وجل.
 “فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات” البينات الواضحات الدلالة، وقد تقدم وجه إطلاق الآيات،
وهي جمع على العصا واليد في سورة طه “قالوا ما هذا إلا سحر مفترى” أي مختلق مكذوب اختلقته من قبل نفسك
“وما سمعنا بهذا” الذي جئت به من دعوى النبوة، أو ما سمعنا بهذا السحر “في آبائنا الأولين” أي كائناً أو واقعاً في آبائنا الأولين.
 “فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات”، واضحات،
“قالوا ما هذا إلا سحر مفترى”، مختلق، “وما سمعنا بهذا”، بالذي تدعونا إليه، “في آبائنا الأولين”.
” فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى
سحر تختلقه لم يفعل قبل مثله ، أو سحر تعمله ثم تفتريه على الله ، أو سحر موصوف بالافتراء كسائر أنواع السحر . 
وما سمعنا بهذا ” يعنون السحر أو ادعاء النبوة . ” في آبائنا الأولين ” كائناً في أيامه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى