الحكاية من البداية مع د مروة إبراهيمبرامجنا

لا تخرج من دائرة العبودية

لا تخرج من دائرة العبودية

لا تخرج من دائرة العبودية الحكاية من البداية (12) مع د مروة إبراهيم | قناة دعوة

إن كلمةَ العبودية كلمةٌ كريهةٌ للنفوس لأول وهلةٍ، وهي كذلك إن كانت العبوديةُ مفروضةً من الإنسان على أخيه الإنسان،

أيضا ولقد تعرض البشر في تاريخهم الطويل- ولا يزالون- لاستعباد القويِّ الضعيفَ، والغنيِّ الفقيرَ.. كذلك وصاحبِ السلطان من لا سلطان له..  بل تعرَّضت دولٌ لاحتلال دولٍ أخرى واستعبادها، ولذلك أُفعِمت هذه الكلمة بهذا القدر من الكراهية.. وأشرِبت النفوس حبَّ الحرية، حتى قيل: (حرِّيتُك أثمنُ من حياتك).. ولقد بذلت نفوسٌ وسالت دماءٌ عبر التاريخ في سبيل الحرية، حتى قال شوقي:

وَلِلْحُريَّةِ الحَمْرَاءِ بَابٌ  بِكُلِّ يَدٍ مضَرَّجَةٍ يدَقُّ
كذلك إذا كانت العبودية من إنسانٍ لإنسان.

بيْد أن هناك عبوديةً حبيبةً للقلوب، رافعةً للكرامة، جالبةً للشرف، محققةً لغنى النفوس.. ألا وهي العبودية لله واهبِ الحياة وواهبِ الرزق، وواهب العقلِ وواهبِ الهداية.. أيضا وواهبِ الصحة وواهبِ الولد؛ ولذلك لا يمكن أن تكون العلاقة بين الإنسان وبين ربه إلا علاقة العبودية.
كذلك وهذه العبودية هي الغاية التي من أجلها خلقت الحياة  .. ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هوَ الرَّزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)﴾ (الذاريات) .. أيضا هذا التصور الإسلامي للحياة وللإنسان ولدوره وغايته كفيلٌ باستقامة سلوك الفرد على منهج الله.. كما أن نظام المجتمع على شريعة الله؛ الأمر الذي من شأنه أن يحقق السعادة في الدنيا وفي الآخرة

لا تخرج من دائرة العبودية

فالعبادة هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ فالصلاة والزكاة، والصيام والحج، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والرحمة حتى بالبهائم، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له والصبر لحكمه، والشكر لنعمه والرضا بقضائه، والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله

ولقد وصف الله تعالى رسوله- صلى الله عليه وسلم- بالعبودية في أشرف المواقف وأكمل الأحوال، فقال في سورة الإسراء: ﴿سبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ (الإسراء: من الآية 1)، وقال في الإيحاء: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ (لنجم: 10)، وقال فى الدعوة: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ (الجن: 19)، وقال فى التحدي ﴿وَإِنْ كنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ﴾ (البقرة: من الآية 23).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى