التزكية

صفقات رمضانية (8)

صفقات رمضانية (8)

صفقات رمضانية (8) مع د محمود القلعاوي

قيام الليل دأب الصالحين

إن قيام الليل دأْبُ الصالحينَ قبلنا، فهو منتظرهم وتجارتهم وعملهم، فيه يخلون بربهم راجين رضاه.. فرضِي عنهم، وأورثهم وضاءةً في وجوههم، واستقامةً في أعمالهم.. أيضا وإخلاصًا في قلوبهم وفراسةً في سرائرهم، فهم يرون بنور الله.. كذلك ويَتمتعون في جوف الليل بالصلاة أكثر مما يتمتع أهل اللهو بلهوهم، وأهل اللعب بلعبهم!

أيضا قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم.. وقُربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومَنهاة عن الإثم، ومَطردة للداء عن الجسد).. (رواه أحمد والترمذي، والحاكم والبيهقي، وصححه الألباني).

 

قيام الليل مدرسة الإخلاص:

كما قال قتادة: “ما قام الليل منافق”[1].

كذلك وهل تجد الصبر والصلاة، وعلوَّ الهمة وعمل السر، إلا في قيام الليل؟! فقد تربى عليه الرعيل الأول في بدء الدعوة اثني عشر شهرًا كاملًا، ثم رفع وجوبه عنهم فما ترَكوه!

صفقات رمضانية (8)

أيضا النبي صلى الله عليه وسلم يحث على قيام الليل (قولًا وعملًا):

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها.. وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام).. (رواه ابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

أيضا وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)؛ (رواه مسلم).

كما قال صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته.. فإن أبت نضَح في وجهها الماء، ورَحِمَ الله امرأة قامت من الليل فصلَّت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضَحت في وجهه الماء) (رواه أبو داود والنسائي، وحسَّنه الألباني).

وقال صلى الله عليه وسلم.. (إن في الليلة لساعةً لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه الله إياه، وذلك كلَّ ليلة)؛ (رواه مسلم).

وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من تركه:

فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح.. فقال: ذاك رجل بال الشيطان في أُذنيه؛ (متفق عليه).

أيضا وقال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عبدالله، لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم الليل فترَك قيام الليل)؛ (متفق عليه). 

كذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمر بن الخطاب: “نِعم الرجل عبدالله، لو كان يصلى بالليل!”..  قال سالم مولى عبدالله: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا؛ (متفق عليه).

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى