برامجنازاد المسافر

زاد المسافر الحلقة الأولي

زاد المسافر الحلقة الأولي

زاد المسافر | مع الشيخ عبد الخالق الشريف | الحلقة الاولى

العبد منذ أن يولد فهو سائر إلى أجله، فكل يوم يمر يهدم من عمره بعدد ساعات ذلك اليوم، ومن كانت مطيته الليل والنهار سير به وإن لم يسر.

ومنذ أن يبلغ العبد سن التكليف والرشد فهو سائر إلى الله عز وجل في رحلة سفر تحتاج ـ

كما يحتاج كل سفر ـ إلى زاد يبلغ المرء إلى غايته

إن المسافر إلى ربه جل في علاه يداوم على الطاعة؛ لأن عظمة الهمة العالية في صدره,

فلا يرضى بالقليل، وهو يعلم أن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز,

كذلك لا يرضى بغير مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم, ولا يرضى بدرجة سفلى في الجنة، إلا بالفردوس الأعلى,

ذلك فهذا حال المسافر المجد الذي يعلم إنه إذا اجتهد بلغ عند ربه مرتبة عالية في الجنة،

أيضا في مقعد صدق عند مليك مقتدر, يوم أن يقترب يوم الزيارة من ربه جل وعلا.

 أخي المسافر: تذكر أن زادك وأنت ترحل إلى ربك جل وعلا أن تفتقر كل الفقر لربك،

وإن استغنى الناس بغير الله, واستغنوا بالجاه أو السلطة أو المال أو الولد،

فاستغن أنت بربك جل في علاه, ومن كان الله معه فمن عليه؟!

لذلك فمن استغنى بالله فافتقر فإنه لا يفتقر إلا إلى ربه جل وعلا. لسان حال المسافر يقول: إذا اكتفى أهل الدنيا بنعيمها،

زاد المسافر الحلقة الأولي

فلا أكتفي أبداً من فضل الله وسعة رحمته، ولا غنى لي عن بركته, وهذا فقه عال،

كما فعل ذلك أيوب -صلى الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- لما شفاه الله وأمر السماء أن تنزل عليه جراداً من ذهب جعل يحثو في ثيابه،

أيضا كما قال له الله جل وعلا: يا أيوب! ألم أكن قد أغنيتك؟ فقال -بفقه عالٍ وهمةٍ كبيرة- لا غنى لي عن بركتك.

إذا فهذا حال المسافر إلى ربه جل وعلا. وإذا أنس أهل الدنيا بأحبابهم أنس المسافر بربه, وإذا استغنى أهل الدنيا بالدينا, استغنى هو بالله،

أيضا فهو يتودد إلى ربه بالطاعات ويطمع في كرمه بالدعوات, ويريد العزة بالذل له, والرفعة بالتواضع له.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى