ربنا أعطى لك كل حاجة
ربنا اعطى لك كل حاجة .. الحكاية من البداية (13) مع د مروة إبراهيم | قناة دعوة
إذا لقد حرص القرآن الكريم في كثير من آياته على تقويم ما اعوج من طرق تفكير الناس.. أيضا وعلى انتشال العقول الضالة الحائرة من وهاد الانحراف الفكري،
ذلك لبناء أصول التفكير السليم القائم على المحاكمات العقلية المستقيمة؛ البعيدة عن السطحية.. كذلك والسفسطة، والتقليد الأعمى، وغيرها من العيوب التي تحرف العقل عن أداء وظيفته على الوجه الأكمل.
أيضا وأول ما حرص عليه القرآن الكريم في هذا المجال هو المسألة الأم والقضية الرئيس التي تشغل الإنسان، وهي وجوده هو نفسه، فإذا أيقن استحالة أن يكون قد أُوجِد بلا موجِد، أتته الآيات تترى تخبره عمن أوجده وجميع المخلوقات فاستحق لذلك العبادة وحده {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102]، وهذه هي الحقيقة الكبرى التي إن ضلت عنها العقول كانت عما وراءها أضل،
ربنا أعطى لك كل حاجة
كما قيل:
وليس يصح في الأذهان شيء … إذا احتاج النهار إلى دليل
ولئن كانت هذه الحقيقة لا تغيب إلا عن منكري الإله من أهل الكفر، فإن هناك حقائق أخرى تغيب عمن سواهم، ومن ذلك ما يتعلق بحقيقة عطاء الله عبادَه ومنعهم، وهي قضية مهمة تاهت أمامها كثير من العقول في القديم والحديث.
إن كثيراً من الناس يقعون في خطأ كبير عندما يجري عليهم قدر الله عز وجل بشيء من العطاء أو بشيء من المنع؛ فإذا وسع الله على أحدهم في رزقه، أو أكرمه في تجارته، أو وفقه في دراسته، أو يسر له الزواج بمن يريد، أو أعطاه من الذرية ما يشاء، أو حفظه من مكروه، حسب أن هذا دليل إكرام من الله عز وجل، بل دليل حب منه سبحانه وتعالى له، ومن العجيب أن مِن هؤلاء مَن قد يكون من المسرفين على أنفسهم الظالمين لها بترك ما أمر الله وركوب ما نهى عنه من الشرور والمعاصي، ومع ذلك نجده يقول: لو لم يحبني لما أعطاني كذا وكذا، لو لم يحبني لما جنبني كذا وكذا! ..