منوعات دعوة

حوار خاص عن فلسطين مع الدكتورة أمل خليفة

حوار خاص عن فلسطين

حوار خاص عن فلسطين مع الدكتورة أمل خليفة

حديثنا اليوم ليس عن التواطؤ الغربي مع الكيان الصهيوني، ولا عن الضعف والتخاذل العربي على المستوى الرسمي،

وإنما عن دورنا نحن الأفراد، فلا شك أن كل عربي ومسلم يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عما يحدث في غزة وفي فلسطين،

من جرائم بحق الأبرياء، فكل فرد -حسب موقعه- مسؤول عن حالة الضعف التي تعاني منها الأمة،

أيضا فالأمة تتكون من مجموعة أفراد، وضعف الفرد ينسحب على حال الأمة قوة وضعفًا، وفي أوقات العزة كانت الجيوش تتحرك لنصرة المستضعفين،

أما في أوقات الضعف فتراها عاجزة حتى عن إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة.

أهم الأمور التي يجب العمل عليها، هو تصحيح المفاهيم المتعلقة بفلسطين،

إذا فالقضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإنما هي قضية العرب والمسلمين، وقضية جميع الأحرار في العالم.

كذلك وفلسطين قضية عقيدة بالنسبة للمسلمين، الذين تربطهم الأخوة الإيمانية،

يقول الله عز وجل:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة الحجرات: 10.

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في توادِّهِمْ، وتراحُمِهِمْ، وتعاطُفِهِمْ مثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتكَى منه عضْوٌ تداعى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى”. أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586).

حوار خاص عن فلسطين

أيضا وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“من لَمْ يهتم بأمرِ المُسلِمينَ فليس منهم ومَن لَمْ يصبح ويمس ناصحا للهِ ولرسولِه ولكتابِه ولإمامِه ولعامَّةِ المُسلِمينَ فليس منهم”. المعجم الأوسط: 7/270.

إذا فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى النبي الكريم، ومعراجه إلى السماوات العلا، 

كذلك القرآن الكريم يربط بين المسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، في إشارة إلى عظم مكانتهما ومنزلتهما،

فيقول الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي باركْنَا حَوْلَهُ لنرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} سورة الإسراء: 1

الفرد القوي هو أساس المجتمع والأمة القوية، ولذلك يجب أن نهتم بتربية وتنشئة الأطفال على قيم العدل والإنصاف والتعاون والنخوة والنجدة ونصرة ومساعدة المظلومين.

كذلك والتربية والتنشئة السليمة للأولاد باتت أصعب المهام في هذا العصر؛ لأن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المربين،

أيضا وهي جزء من معركتنا الحضارية مع الغرب الذي سلب منا أولادنا وجعلهم يعيشون في عوالم افتراضية

ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسمم عقولهم، وتشوه فطرتهم، وتستهلك طاقتهم وأعمارهم.

وختامًا نقول إن الشعور بالعجز يجب أن يكون دافعنا للعمل، والسعي من أجل التغيير على المستوى الشخصي أولًا ثم على مستوى الأسرة، والمجتمع، والدولة، والأمة،

يقول الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لَا يغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} سورة الرعد: 11.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى