تغريب المرأة المسلمة
تغريب المرأة المسلمة | حاوريني (11) مع د سامية جباري
منذ سنوات بل وعقود مضت ونحن نسمع ونرى دعوات وشعارات براقة ورنانة في شكلها وفي صورتها.. دعوات الظاهر منها أنها جميلة وخيرة
لكنها خبيثة في جوهرها ومضمونها الحقيقي، وأصحاب هذه الدعوات للأسف يبحثون
ويترصدون الظروف المناسبة والوسط الملائم وحتى الجمهور المناسب، والمتتبع للسياقات الزمنية التي يخرج فيها أصحاب هذه الدعوات
يرى أنها في الغالب تكون في أزمنة عدم الاستقرار في الأوضاع السياسية والاجتماعية (أي حالات الاحتجاج-الفوضى-النوازل المثيرة للرأي العام..).
وباعتبار أن المرأة الغربية تُمكّن منها أشدما تمكين وفي شتى المجالات،
فإنه كان من اللازم أيضا الوصول إلى المرأة في باقي مناطق العالم وخصوصا المرأة العربية المسلمة
التي استعصى الوصول إليها طوال زمن مضى وذلك لاعتبارات وعوامل كثيرة أهمها التشبث بالعقيدة الإسلامية والتربية الأخلاقية
النابعة من شرائع هذا الدين الذي عظم من قيمة المرأة تعظيما كبيرا. وأعداء هذا الدين والمتربصون به
لم يهدأ لهم بال إلى أن يصلوا إلى أهدافهم الشريرة والجبانة التي خططوا لها منذ عقود مضت والتي يمكن إجمالها في كلمتين “ارتداد المسلمين”.
وهناك شواهد كثيرة على هذا الكلام لعل أهمها وأيقنها قول الله تعالى:
“وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ” البقرة :109.
وقوله سبحانه في نفس سورة البقرة كذلك: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” البقرة :120.
تغريب المرأة المسلمة
ومن وسائل أعداء الله للوصول إلى المرأة المسلمة وتغريبها ونزع حجاب العفة والإسلام والشريعة عنها تزيين الباطل وإظهاره بمظهر الحق “دعوات المساواة مثلا”
وهذا من أخبث الأساليب المتبعة اليوم لإفساد الفطر والدفع بها للانتكاس والثورة على الشريعة
ولماذا المرأة بالضبط هي المستهدفة بشكل كبير وليس الرجل؟
الجواب عن هذا السؤال يفتح الباب للعقل لاستيعاب أمور غاية في الأهمية لأن اختيار المرأة بالضبط لم يأت محض صدفة من العدم ولا اعتباطا
كما قد يتخيل للبعض وإنما لأسباب ودوافع منها أن المرأة تسهل السيطرة عليها ويسهل ترويضها -وليس كل النساء-
ولكن الغالبية منهن لكون النساء تغلب عليهن العواطف والأحاسيس القلبية في كثير من الأحيان ،
وذلك لأسباب فطرية في النساء مما يختل معه مستوى عمل العقل والتفكير، والناظر في علم الإجرام يفهم هذا جيدا
حيث أثبتت الدراسات أن أغلب جرائم النساء جرائم عاطفية مرتبطة بالخيانة والغدر ونحو ذلك