النفس الشحيحة
النفس الشحيحة | ومضات نفسية (9) مع د شادي ظاظا
الإسلام يقوم على البذل والإنفاق وينهى عن الشح والإمساك،
ولذلك حبب إلى الناس أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر
قال الله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية،
فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة البقرة آية 274·
أيضا ويقول الدكتور حلمي عبد الرؤوف أستاذ الفقه والقراءات بجامعة الأزهر: الله سبحانه وتعالى لم يفرض على الناس في الزكاة وسائر وجوه الطاعات إلا قدرا ضئيلا،
لأنه أدرى بحالهم وأعلم بطبيعتهم وحبهم للمال
يقول الله تعالى: (وإنه لحب الخير لشديد) العاديات 8 ويقول: (وتحبون المال حبا جما) الفجر20،
فلو أمر الله تعالى بإخراج المال كله ما استطعنا وعشنا حياتنا في جو خانق من الأحقاد والضغائن، ولذلك يقول الله تعالى:
(إنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم، إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم·
ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه
والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) سورة محمد الآيات 36- 38·
حسن الاستقبال
النفس الشحيحة
كما أضاف: ورد ذكر النفس الشحيحة في القرآن الكريم في عدة مواضع منها ما جاء في سورة الحشر قال الله تعالى:
(والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر 9،
أيضا ونزلت هذه الآية في وصف الأنصار وكانت أوصافا جميلة لحسن استقبالهم المهاجرين في سبيل الله ومحبتهم لله ورسوله
إذا فقد آمنوا طوعا ومحبة واختيارا وآووا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبوأوا دار الهجرة والإيمان
حتى صارت مرجعا يرجع إليه المؤمنون ويلجأ إليه المهاجرون ويسكن في حمايتهم المسلمون ومن محبتهم لله ورسوله أحبوا أصحابه
أيضا ومن نصر دينه وهم لا يحسدون المهاجرين على ما آتاهم الله من فضله وخصهم به من الفضائل،
وهذا يدل على سلامة صدورهم وانتفاء الغل والحقد والحسد عنها·