برامجناومضات نفسية مع د شادي ظاظا

النفس الأمارة بالسوء

النفس الأمارة بالسوء

النفس الأمارة بالسوء | ومضات نفسية (7) مع د شادي ظاظا

والنفوس ثلاث:

نفس شريرة: وهي الأمارة بالسوء.

ونفس خيرة: وهي المطمئنة تأمر بالخير.

ونفس لوامة.

وكلها مذكورة في القرآن: فالنفس الشريرة التي تأمر بالسوء مذكورة في سورة يوسف:

وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ. { يوسف: 53 }.

والنفس المطمئنة الخيرة التي تأمر بالخير مذكورة في سورة الفجر:

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي. { الفجر: 28-30 }. 

والنفس اللوامة مذكورة في سورة القيامة:

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. { القيامة: 1-2 }.

فهل النفس اللوامة غير النفسين: الخيرة والسيئة؟ أو هي النفسان؟ من العلماء من يقول: إنها نفس ثالثة ومنهم من يقول:

بل هي وصف للنفسين السابقتين، فمثلاً: النفس الخيرة تلومك متى؟ إذا عملت سوءاً، أو فرطت في واجب تلومك.

كذلك والنفس الشريرة تلومك متى؟ إذا فعلت خيراً، أو تجنبت محرماً،

أيضا لامتك: كيف تحجر على نفسك؟ لماذا لم تتحرر؟ لماذا لا تفعل كل ما تريد؟ تقولها النفس الأمارة بالسوء.

أما النفس الخيرة: فتلومك عند فعل الشر وترك الخير.

والنفس الأمارة بالعكس. 

النفس الأمارة بالسوء

وقد قرر المحققون من أهل العلم أن النفس واحدة،

ولكن لها صفات وتسمى باعتبار كل صفة باسم، فهي أمارة بالسوء، لأنها دفعته إلى السيئة وحملته عليها،

فإذا عرضها الإيمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلومه بين الفعل والترك، فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة.

 أن نفسك الأمارة بالسوء تريد علاجها، ونحن نوصي بما يلي:

أولاً: اعلم أن علاجها ميسور بأمر الله، فلا يوهمك الشيطان -أو نفسك- أن هذا محال،

بل هو في مقدورك -بإذن الله-، واقتناعك بذلك أول الطريق الصحيح.

ثانياً: لجمها بلجام العلم: اعلم أن النفس الأمارة بالسوء هي جاهلة وظالمة، فهي تقدم الحياة الفانية على الباقية،

أيضا وتقدم الشهوة المحرمة على الحلال، وتزرع الشبهة وترفض الحجة،

فإذا ألجمتها بلجام العلم سهل عليك انقيادها، ويكون ذلك -أخي- بطلب العلم الشرعي،

كذلك ومعرفة ما يجب عليك اعتقاده، والإيمان به، وما يجب عليك تركه، والابتعاد عنه.

ثالثاً: تزكية النفس: وذلك يكون بإيقاظ الإيمان المخدر فيك، بالحفاظ على الصلوات في المساجد –

على ما سنفصله في النقطة السادسة-، وكذلك المحافظة على الأذكار في أوقاتها،

بصلاة الليل ولو ركعتين، بالبعد عن الذنوب وأسبابها، وإن زلت القدم، فالتوبة السريعة والندم، وبهذا أنت تزكيها.

رابعاً: تحكيم العقل في النفس: العقل لجام ومانع من الوقوع في الخطأ، ومتى ما حكمته على النفس سهل انقيادها،

ودور العقل أنه يظهر لك مآلات فعل السوء، وأن يمنعك من الانجرار خلف الشهوة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى