منوعات دعوة

الله الحكم العدل

الله الحكم العدل

حكمة الله تبارك وتعالي وعدله بين الخلائق

إن الله عز وجل ربط بين الخلق وبين الحكمة والعلة من الخلق، فلم يخلق الله الخلق عبثاً ولا لعباً،

وإنما خلق الخلق جميعه لحكمة، وخلق تفاصيل الخلق لحكم عظيمة يدركها الإنسان في خلقته،

وفيما حوله من المخلوقات التي يمتلأ بها الكون؛ من حيوانات، وحشرات، وشجر، ونبات،

ومن بحار، وأنهار، وجبال، وسهول، ورياح، وأمطار، وهي حكم متعددة ومتداخلة يؤكد بعضها بعضاً،

ويسوق بعضها بعضاً في صور من الجلال والإبداع والكمال، وغايتها وحقيقتها تحقيق العبودية لله دون ما سواه،

يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ۝

مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الدخان: 38-39].

يخبر سبحانه وتعالى عن كمال قدرته، وتمام حكمته، وأنه ما خلق السماوات والأرض لعباً ولا لهواً، ولا سدىً من غير فائدة، وأنه ما خلقهما إلا بالحق،

 وخلقهما مشتمل على الحق، وأنه أوجدهما ليعبدوه وحده لا شريك له، وليأمر عباده وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم.

وإن الحكمة من أعظم معالم حديث القرآن الكريم والسنة النبوية عن قصة الخلق،

فالخلق صفة من صفات الله سبحانه، كما أن أثر هذه الصفة فعل من أفعال الله المنزهة عن العبث واللعب،

وإذا تقرر أن كل ما في الكون مخلوق لله سبحانه، من كائنات وما يصدر عنها من أفعال فإن من استقر في نفسه ذلك،

وترسَّخ في قرارة قلبه، تنفتح له آفاق عظيمة في تلمُّس أسرار الخلق العظيم،

الله الحكم العدل

وما يجري فيه من حركة وسكون، وسعادة وبؤس، ورخاء وشدة، وعز وذل، وخيرٍ وشر، وحرب وسلم، وحياة وموت، ونصر وهزيمة.

ولقد قال الله سبحانه في قصة من أكثر القصص إيلاماً وأشدها أذى، تلكم هي قصة الإفك الأثيم الذي افتُري على الطاهرة المصون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها،

قال الله فيها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [سورة النور: 11].

قال ابن كثير: أي يا آل أبي بكر ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أي: في الدنيا والآخرة،

لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها،

حيث أنزل الله براءتها في القرآن العظيم ﴿الَّذِي لَا يَأْتِيْهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [سورة فصلت: 42] ،

ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنهما وعنها وهي في سياق الموت قال لها:

أبشري فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحبك، ولم يتزوج بكراً غيرك، وأنزل براءتك من السماء

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى