الغش في الامتحانات
المحترم (موسم رمضان) (2) مع أيمن الباجوري
الامتحان وسيلة وليس غاية في حد ذاته. إنه وسيلة لكشف مواطن القوة ومواطن الضعف في العملية التربوية بغية تحسينها … أيضا وهو مقياس تعتمد عليه الدول والمؤسسات لتجيز للشباب الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أعلى في السلم التعليمي.. أو للدخول الى الجامعة أو للمباشرة بوظيفة أو بعمل … من هنا كان التناقض الذي حصل عملياً، وأصبح الامتحان غاية لا وسيلة،فأدَى ذلك إلى انتشار أساليب الغش في الامتحانات.
إذا قبل التحدث عن ظاهرة الغش في الامتحانات لا بد من توضيح بعض المفاهيم الأساسية وأهمها:
عملياً، الامتحان هو عبارة عن اختبارات عدة خطية أو شفهية تتناول برامج التعليم.. كذلك وتبغي قياس المعارف والكفايات والمكتسبات عند كل تلميذ وفقاً لمعايير وأهداف محددة سابقاً.. كما أن كل مرشح ينال متوسط مجموع العلامات وما فوق يعلن مقبولاً أو ناجحاً.
الغش في الامتحانات
وقد درجت معظم أنظمة التعليم على إجراء امتحانات رسمية لنيل شهادة معينة مرة في السنة وعند نهاية كل مرحلة تعليمية. كما درجت المدارس على إقامة امتحانات تقريرية عند نهاية كل عام دراسي لتحديد التلاميذ الذين يسمح لهم بالترفّع إلى صف أعلى (مع إعطاء نسب متفاوتة للتقييم المستمر).
الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله . فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ، بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة .
فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه .
و كم من طالب قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا .
و بل و قد تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد الخ .. تلك الألقاب .
و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة و لا التعاون .
هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى .
نعم لما عاش كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا .