الإنسان وعمارة الأرض
تعريف عمارة الأرض لغة: عمر المنزل بأهله كان مسكونا بهم، فهو عامر، وعمَّر الأرض: بنى عليها وأهلها، واستعمره جعله يعمره، والعمارة نقيض الخراب، كما في الوسيط
يقدم الإسلام أروع صورة لعمارة الأرض، في ظل ثقافة التوحيد لله والاستخلاف للإنسان.. كذلك وترسيخ العدل المستمد من التوحيد، {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا} (الجاثية:13).
كما أن يحدد الطريق لإعمار الأرض ضمن إطار من الأحكام: فهناك الأحكام المتعلقة بالضرورات .. وهذه ثابتة لا تتغير، والأحكام المتعلقة بالحاجيات كرفع المشقة، وبالتحسينات الملائمة للذوق.. أيضا وهذه شديدة المرونة على حسب الأحوال، وأرسى بذلك قواعد النظام الاجتماعي في المجتمع المسلم.. ذلك ليكون هديا لبني الإنسان في كل مكان وزمان.
أيضا ولا شك أن عبادة الله هي الأصل والأساس إذ يقول سبحانه وتعالى .. {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (سورة الذاريات: 56).
كما يرشدنا النص القرآني أن الإنسان العابد، لابد أن يكون عاملا منتجا.. ذلك باعتبار أن العمل الجاد هو السبيل لإسعاد الفرد والجماعة.. أيضا وفي هذا يقول سبحانه {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} (سورة الحج :41 ).
الإنسان وعمارة الأرض
كما يقول { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين } (سورة القصص:77) ويقول {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (سورة الجمعة :10).
وكما أن الدين يدعو الي الوسطية و يدعو للعمل والإنتاج، ليعمر الكون، ويعيش الإنسان في خير وسعادة عندما يعمر نور الإيمان قلبه.
وليس أبلغ من هذا موازنة بين المادة والروح وبين الدين والدنيا، فكما أن الالتزام العام بفروض الكفاية يؤدي إلى التضامن بين أبناء الأمة، كذلك فإن الإنسان بالعمل يكون قدوة للآخرين، فقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري