من أحسن قولا
من أحسن قولا
حديث القلب إلى القلب
❝ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ❞
(فصّلت: 33)

في زمن كثرت فيه الأصوات وتعددت المنابر، يبرز سؤال مهم: من أحسن قولا؟
هل هو ذاك الذي يملك البيان، أم من يملك الصدق؟
القرآن يجيب: الأحسن قولًا هو من دعا إلى الله، وعمل صالحًا، واعتزّ بانتمائه للإسلام. دعوة، وسلوك، وهوية.

الدعوة إلى الله ليست حكرًا على العلماء والدعاة، بل هي مهمة كل مؤمن يحمل في قلبه خيرًا للناس.
قد تكون دعوتك بكلمة، أو نصيحة، أو سلوك نبيل يلفت نظر من حولك. قد تكون دعوة صامتة، لكنها أبلغ من ألف خطبة.

من أحسن قولا

وما أحوجنا اليوم إلى دعوة نابعة من القلب، موجهة إلى القلب، دعوة لا تقصي، ولا تدين، ولا تشعِر الآخر بأنه أقل، بل ترفعه نحو النور.
الناس بطبعهم لا يرفضون الحق، لكنهم قد ينفرون من الأسلوب.
فاللين مفتاح، والرحمة طريق، والصدق جسر يصل بك إلى قلوبهم.

هو من يجعل من لسانه منبرًا للهداية، ومن خُلقه نموذجًا يُحتذى، ومن إيمانه طاقة تبث النور لا الجدل.
هو من لا يرى في الناس خصومًا، بل يرى فيهم قلوبًا تحتاج إلى من يدلّها على الله.

فكن أنت ذلك الإنسان، الذي إذا تحدّث أحبّه الناس، وإذا نصح قبلوا منه، وإذا ابتسم شعروا أن الله لا يزال يرسل إليهم رسائل حبّ من السماء.

🌿 “ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.” (النحل: 125)