قصة موسى عليه السلام
كليم الله مع د علي الصلابي | الحلقة الثالثة (قصة موسى عليه السلام)
موسى بن عمران من سلالة يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام، أحد أولي العزم من الرسل، ومن المقربين إلى الله تعالى،
فضله الله تعالى وخصه بأعلى مراتب الوحي، وهو الكلام المباشر دون وساطة الملائكة،
فإن موسى عليه السلام كليم الله، ناداه الله تعالى وكلمه بالنبوة والوحي،
قال الله تعالى: ﴿وكلم اللَّهُ موسَى تكليمًا﴾ [النساء: 164]،
إذ سمع كلاما من عند الله مباشرة دون مبلغ أو غيره، وجاء التأكيد لإثبات حقيقة الكلام المباشر،
وذلك حين نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة من جانب الطور الأيمن [القصص: 30].
وما خص الله به موسى من بين الأنبياء غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الكلام المباشر وقع لنبينا،
فقد كلم الله سبحانه وتعالى محمَّدا صلى الله عليه وسلم كذلك بدون وساطة جبريل ليلة الإِسراءِ والمعراج.
جمع الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام فضائل منها النبوة والرسالة والتكليم والتقريب، ومن الله عليه بأن جعل أخاه هارون نبيا
قصة موسى
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ موسى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥١) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾ [مريم: 51-53].
وهذا من مظاهر الرحمة والتفضيل الذي منحها الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام.
وما ذكره الله- تعالى- هنا مجملا عن ندائه لموسى من جانب الطور الأيمن، قد جاء مفصلا في مواطن أخرى منها قوله- تعالى-:
﴿فَلَمَّا قضى موسى الْأَجَلَ وسار بِأَهْلِهِ آنس مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ
امكثوا إِنِّي آنست ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ،
فَلَمَّا أتاها نودي مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ، أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾ [القصص: 30].
ونداء الله لنبيه موسى عليه السلام كان بداية بعثته بالنبوة، واختياره بالرسالة إلى بني إسرائيل،
وذلك حين بلغ الأشد. اقرأ أيضا: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض إن مع العسر يسرا