برامجناكليم الله مع د علي الصلابي

كليم الله

كليم الله

كليم الله مع د علي الصلابي | الحلقة الثانية

توجد فوائد عديدة من ذكر قصّة موسى -عليه السلام- في القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:

معرفة مدى لطف الله -تعالى- بأوليائه،

وذلك بتتبع لطف الله -تعالى- بأم موسى -عليه السلام- عندما ألهمها إلقائه في الماء، ثم رد إليها ابنها لترضعه،

وبذلك اطمئن قلبها وازداد إيمانها وتحقّق فيها قوله -تعالى-: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).

أيضا استبشار المؤمنين واعتبارهم من قصص الأقوام السابقين لا سيّما قصة موسى -عليه السلام- وفرعون،

كما قال -تعالى-: (نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). التدرج في عطاء الله -تعالى- وتيسير أسباب تحقيقه.

ذل وقهر الأمّة يجب أن يتحول إلى جد وعمل لتتمكن الأمّة وتعلو. الخوف لا ينافي الإيمان، فقد خاف موسى -عليه السلام-

كذلك وخافت أمه ولم يؤثّر ذلك على إيمانهم. زيادة الإيمان ونقصانه في قلب المسلم، قال -تعالى-: (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)،

والمقصود هنا زيادة الإيمان. تثبيت الله -تعالى- للمسلم عند تعرضه للخوف أو القلق،

أيضا فيحافظ على أفكاره وآرائه ولا يضيّعها في تلك المواقف؛ بفضل تثبيت الله -تعالى- له. الأخذ بالأسباب لا ينافي الإيمان بالقضاء والقدر؛

فأمّ موسى -عليه السلام- تسعى لتقصي مكان ابنها ومعرفة حاله بالرغم من وعد الله -تعالى- برده إليها؛

كذلك لأنّ السعي هو أيضاً من قدر الله -تعالى-. جواز أن يأخذ المسلم أجرة على الكفالة أو الرضاعة كما فعلت أم موسى؛

كليم الله

أيضا لأنّ شرع من قبلنا يعتبر شرع لنا ما لم يرد نسخ للحكم. تحريم قتل المعاهد سواء بعقد أو بعرف؛

ذلك لأنّ موسى -عليه السلام- استغفر من قتل القبطي وندم وتاب. التحذير من شر شخص معيّن لا يعتبر نميمة، إنّما قد يكون واجباً.

أيضا الفرار من القتل بغير وجه حقّ يعتبر تصرّفاً مشروعاً؛ فلا يلقي بيده إلى التهلكة؛ وذلك كما فعل موسى -عليه السلام-.

ارتكاب المفسدة الأخفّ عند التخيير بين مفسدتين يعتبر هو التصرف السليم؛ كما فعل موسى -عليه السلام-

ذلك عندما خير بين بقاءه في مصر وقتله، وبين ذهابه إلى أحد البلدان التي لا يعرف طريقها لكنها أسلم له فاختار ذلك.

كذلك قتل الأنفس بغير حقّ يعتبر تجبّراً وإفساداً في الأرض؛ حتى لو ادَّعى صاحبه الإصلاح.

سؤال الله -تعالى- والاستهداء بهديه عندما يصل الإنسان إلى قولين من العلم لا يترجّح له أحدهما؛

كما فعل موسى -عليه السلام- عندما قصد تلقاء مدين وهو لا يعرف الطريق، قال -تعالى-: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى