برامجنازاد المسافر

حب النبي للحسن بن علي

حب النبي للحسن بن علي

حب النبي للحسن بن علي| زاد المسافر(28) | مع الشيخ عبد الخالق الشريف

صعد عليه الصلاة والسلام المنبر وأخذ يخطب، فدخل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان فيعثران، فنزل من المنبر وهو رأس الملة وسيد الأمة،

ولو أوكل هذا الأمر إلى غيره لكفاه، ثم حملهما ووضعهما بين يديه، ثم التفت إلى الناس

وقال: صدق الله ورسوله:

إنما أموالكم وأولادكم فتنة، لقد نظرت إلى ابني هذين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى نزلت وحملتهما)،

وكفى به شاهداً ودليلاً على ما في قلبه صلوات الله وسلامه عليه من الرحمة.

إن كونك مسئولاً في دائرة ما أو رجلاً معروفاً أو إماماً أو خطيباً أو ما إلى ذلك من العطايا الدنيوية لا يغير شيئاً من أن تكون أباً في بيتك رءوفاً بزوجتك،

كذلك رءوفاً بأولادك رءوفاً بقرابتك تتقرب إليهم وتدنو منهم، فلكل مقام مقال كما تقول العرب في أمثالها.

أيضا ومن شواهد هذا أنه عليه الصلاة والسلام -كما في المسند بسند صحيح-

قام من الليل يسقي الحسن والحسين، فرأته فاطمة وهو يدفع أحدهما ويقدم الآخر،

 فتعجبت فقال لها: (يا بنية! إن الأول قام قبله فاستسقاني فقمت فأسقيته) 

ثم قام الثاني فسقاه صلوات الله وسلامه عليه، والله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}

حب النبي للحسن بن علي

فمن شفقة الأب على أبنائه أنه يخاف عليهم، وخوفنا على من نحب يكون من شيء محذور نراه ومحذور لا نراه.

فالمحذور الذي نراه نعرف كيف ندفعه، ونستعين بالله عليه،

أما المحذور الذي لا نراه فلا نعرف كيف ندفعه؛ لأننا لا نراه، فيكفينا أن نستعين بالله جل وعلا عليه، 

أيضا فكان صلى الله وسلم عليه يضع يديه على رأس الحسن والحسين ويقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)،

فهذه الاستعاذة تربي الأبناء أول الأمر على أن هناك رباً وإلهاً يكلأ ويحفظ ويرعى ويفعل ما يريد لا إله إلا هو،

كذلك وأن ثمة شروراً لا ترى بالعين ولا يدفعها إلا الرب تبارك وتعالى،

فالله جل وعلا ولينا في كل نعمة، وملاذنا عند كل نقمة.

كما أن فيها أن المرء يستودع الله جل وعلا ثمرة فؤاده، والله تبارك وتعالى -كما قال يعقوب في كتاب الله-

خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه)،

أيضا ومن دلائل هذا من باب الاستئناس أنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه،

وكان الرجل معه ابنه، ولم يكن هناك فرق بين الابن وأبيه،

 فتعجب عمر قائلاً: والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجباً ما أشبه أحد أحداً أنت وابنك إلا كما أشبه الغراب الغراب،

والعرب تضرب في أمثالها بالغراب في كثير الشبه بقرينه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى