ترتيب آيات وسور القرآن
ترتيب آيات وسور القرآن الكريم | أنوار التنزيل (13) مع الشيخ عبدالخالق الشريف | قناة دعوة
كان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم منجما أي مفَرَّقًا .. ذلك على مدى ثلاثة وعشرين عامًا، وذلك لحِكْمَة ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى.. ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) ( الإسراء : 106 ) .. كذلك وقوله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نزِّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ) ( الفرقان : 32 )،
أيضا وبدأ جمع وترتيب سور القرآن الكريم من عصر النبوة.. وكان جبريل يعرض القرآن على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان كل سنة مرة واحدة.. وفي شهر رمضان الأخير من حياته عرضه عليه مرتين، وكان ينزل عليه ويقول له: ضع آيةَ كذا في موضع كذا، كما رواه أحمد.
كذلك وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحفظ القرآن كما يحفظه بعض الصحابة.. ومع الحفظ كان له كتَّاب يأمرهم بكتابة ما ينزل عليه، وذلك على رقاع ولخاف ـ صفائح الحجارة ـ .. أيضا وعَسَب أي جريد النخل وغيرها.. وفي ذلك إشارة إلى أن ترتيب القرآن كان معهودا.. كما بدأ في عهده صلى الله عليه وسلم .. أيضا وفي عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ جمع القرآن الكريم من كل ما كتِب ونظم وحفظ في بيت السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين
ترتيب آيات وسور القرآن
ومن النسخة التي عند حفصة نسخ عثمان ـ رضي الله عنه ـ عدة نسخ وأرسلها إلى الأمصار.. وترتيب سور القرآن وآياته لم يكن حسب الزمن الذي نزلت فيه، وبيان ذلك فيما يلي :
1- أما ترتيب آيات القرآن الكريم فأمر توْقيفي،
بمعنى أنه وصلنا كما رتَّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بناءً على توجيه جبريل عليه السلام، وهذا أمْر مجْمَع عليه لم يختلف فيه أحد من الأئمة، وحكي الإجماع على ذلك عن جماعة منهم الزركشي في كتابه ” البرهان ” وأبو جعفر في كتابه ” المناسبات ”.
2- وأما ترتيب سور القرآن الكريم ففيه ثلاثة آراء للعلماء :
أ ـ رأي يقول إنه توقيفي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب ـ ورأي يقول إنه باجتهاد الصحابة، حيث جعلوا السور الطوال في الأول، ثم المئين بعدها، وهي التي آياتها مائة أو تزيد، ثم المثاني بعدها، وهي التي أقل قليلاً من مائة آية، ثم بعدها المفَصَّل وهو قصار السور، والمفَصل نفسه منه طوال ومنه أوساط ومنه قِصار ـ وأجمع الصحابة على هذا الترتيب ..
ج ـ ورأي ثالث يقول : إن بعض السور كان ترتيبها بتوقيف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة، وهو الذي مال إليه أكثر العلماء .