إمرأة فرعون وأم موسى وأخته
إمرأة فرعون وأم موسى وأخته| كليم الله (9) مع د علي الصلابي
لم يذكر القرآن اسم أم سيدنا موسى عليه السلام صراحةً، ولم يَرد كذلك في السنة النبوية المطهَّرة، وقد اختلف العلماء في تحديد اسمها، فقيل:
محيانة بنت يصهر بن لاوي، وقيل: يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب، وقيل: يارخا، وقيل: يارخت، وقيل غير ذلك.
ولدت وعاشت في مصر، كانت كريمة الأصل، عريقة المنبت، مؤمنة صالحة، تزوَّجت عمران بن قاهت بن لاوي بن سيدنا يعقوب عليه السلام.
وأخت سيدنا موسى عليه السلام هي مريم بنت عمران، وافق اسمها اسم السيدة مريم أم عيسى عليه السلام وقيل: إن اسمها كلثمة، وقيل: كلثوم.
وتعد قصة سيدنا موسى عليه السلام من أكثر قصص القرآن ذِكْرًا،
فقد ذكرت بجميع حوادثها وتفصيلاتها منذ مولده، بل قبل مولده.
وذكرت هذه الآيات الإيحاء إلى أم سيدنا موسى عليه السلام بإرضاعه وإلقائه في اليم
وذلك لما خافت عليه من فرعون وجنوده أن يقتلوه؛
ذلك لأنهم كانوا يقتلون أطفال بني إسرائيل بسبب رؤيا رآها وفسرها له المفسرون بأن هلاكه سيكون على يد طفل من بني إسرائيل.
فأوحى الله إليها بأن تضعه في صندوق وتلقيه في النيل، ووعدها الله بأنه سيحفظه ويرده إليها ويجعله من المرسلين،
ففعلت ما أمرها الله بكل ثبات ويقين في وعد الله.
ووضحت لنا الآيات أحوال أمه وكيف مرَّت بها هذه الخطوب العصيبة من ولادته حتى رجوعه،
كذلك ووصفت أحوالها وخلجات نفسها، وهي بهذا الوصف تبين لطف الله بها وحسن تدبيره لها.
إمرأة فرعون وأم موسى وأخته
وذكرت لنا هذه الآيات ما اتَّصفت به أم موسى عليه السلام، فقد ضربت لنا مثلًا في الأمومة الحانية وفي العاطفة الجياشة الصادقة،
أيضا العاطفة المنضبطة والمحكومة بالإيمان واليقين والالتزام بأوامر الله عز وجل،
إذا فهي مع حبها لموسى وخوفها عليه فقد ألقت به في اليم امتثالًا لأمر الله عز وجل ويقينًا بوعده سبحانه.
وبينت لنا أيضًا الآياتُ موقفَ أخت موسى عليه السلام حيث ضربت لنا مثلًا طيبًا
أيضا للبنت المطيعة لأمها وللأخت الفاضلة المحبة لأخيها، وللفتاة الذكية الحكيمة،
كذلك القادرة على مواجهة المواقف بإيمان وثبات وبحكمة وسرعة بديهة،
وكيف كان لها الأثر الكبير في نجاة سيدنا موسى عليه السلام،
كما تجلى ذلك واضحًا وهي تقص أثر أخيها في حيطة وحذر، وتتحدث مع آل فرعون في ثبات وحكمة وبلاغة وفطنة،
أيضا وقد كرمهما الله عز وجل بهذا العمل وأنزل في شأنهما قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.