يسألونك عن أجر الصائم
الصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين،
كذلك يزكّي النفس ويهذّب الخُلُق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى،
من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة.
وعليه فلا غَرو أن ترد في فضله أحاديث كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره،
كذلك وما أعده الله لأهله، وتحثّ المسلم على الاستكثار منه، وتهوِّن عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه
الصوم عبادة يثاب الصائم عليها، ويكتب الله له بها الجزاء الوفير يوم القيامة،
أيضا وقد كتب الله الحسنات والسيئات وبينها، وضاعف الحسنات وجعل السيئة بمثلها،
كذلك في الحديث القدسي:
«كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،
قال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي».
يسألونك عن أجر الصائم
إذا الصيام يشفع للعبد يوم القيامة عند ربه تبارك وتعالى كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم –
حين قال في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد
“الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته من الطعام والشهوة فشفعني فيه
ويقول القرآن أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان”.
فإن معنى قوله صلى الله عليه وسلم:
“من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً” هو:
أن كل من صام يوماً في سبيل الله أي في طاعة وابتغاء وجه الله ورجاء مثوبة الله،
فإنه يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة،
وسواء كان هذا اليوم الذي صامه من الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم
في صيامها على وجه الخصوص كالأيام المذكورة في السؤال،
أم كان من غيرها من أيام السنة،
إلا أن الأيام التي رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها لها فضل خاص بها، فهي أولى بالصيام من غيرها،
فصيام الخميس والاثنين وعاشوراء هو صيام في سبيل، وصيام أي يوم آخر من الأيام بقصد طاعة الله هو في سبيل الله أيضاً.
والله أعلم
والله أعلم