يسألونك موسم رمضان (1)
يسألونك (موسم رمضان) (1) مع د يوسف عبدالدايم
كيف تكون نية الصيام؟
بداية فإن النية شرط أساسي لصيام رمضان؛ لأنه فرض، وكذا كل صيام واجب،
كالقضاء والكفارة، وتكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة. والنية عزم القلب على الفعل،
دون التلفظ بها. وما دامت نية الصيام هي عزم القلب على فعل الصيام فهذا بفضل الله ملازم لكل مسلم يعلم أن شهر رمضان قد فرض الله صيامه،
فيكفي من تبييت نية الصيام معرفته بهذه الفرضية والتزامه لذلك،
أيضا ويكفي أيضا تحديث نفسه بأنه سوف يصوم غدا إذا لم يكن له عذر.
ويكفي أيضا أن تكون نية الصيام من خلال تناوله لطعام السحور بهذه النية، ولا حاجة إلى أن يتلفظ كل يوم بالنية أو يكلف نفسه ما لا يطيق
فيظن بطلان صيامه لأنه لم ينو وهو قد نوى فعلا دون التلفظ بها!!، لكن استصحاب حكم النية واجب في جميع النهار
بمعنى أن لا ينوي الإنسان الإفطار ولا إبطال الصيام في نهار رمضان حتى لا يؤثر ذلك على صحة الصيام.
اقرأ أيضا: يسر ورحمة الإسلام في فرض الصيام أسرار الصيام للإمام أبو حامد الغزالي
أيضا اتفق الفقهاء على أن النية مطلوبة في كل أنواع الصيام، فرضاً كان أوتطوعاً،
ذلك إما على سبيل الشرط أو الركن، ومن المعلوم أن الشرط:
هو ما كان خارج حقيقة الشيء، وأما الركن فهو ما كان جزءاً من الشيء، لقوله صلّى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»
أيضا وقوله أيضاً: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له»، وعن عائشة مرفوعاً إلى النبي صلّى الله عليه وسلم:
«من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له»، ولأن الصوم عبادة محضة، فافتقر إلى النية كالصلاة.
كذلك واعتبرها الحنفية والحنابلة وكذا المالكية على الراجح، شرطاً لأن صوم رمضان وغيره عبادة،
والعبادة: اسم لفعل يأتيه العبد باختياره خالصاً لله تعالى بأمره، والاختيار والإخلاص لا يتحققان بدون النية،
فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية، تمييزاً للعبادات عن العادات. وهي عند الشافعية ركن كالإمساك عن المفطرات