التزكيةميلاد قلب

ميلاد قلب (24)

ميلاد قلب (24)

ميلاد قلب (24) مع الداعية محمد عبدالحفيظ

عبادة الصبر

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻓﻼ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﻦ ﻻ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ومقام الصبر من أعظم مقامات الإيمان

ذلك لأنه يكف عن اجتراح السيئات والوقوع في الشبهات وبحمي العبد عن سلوك قبائح العادات

ويقويه على فعل القرب والطاعات ويثبته عند نزول المدلهمات.

كما قال تعالى: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).

وﺍﻟﺼﺒﺮ لغة ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭﻫﻮ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﺠﺰﻉ ﻭﺳﻤﻲ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺻﺒﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﺲﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﺡ.

كذلك ﻭمعناه في ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ: ﻫﻮ ﺧﻠﻖ ﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﻤﺘﻨﻊﺑﻪ المرء من ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻭﻻ ﻳﺠﻤﻞ

أيضا وحقيقته شرعا حبس النفس عن كل ما يسخط الله في القلب والسان والجوارح

كما قال سعيد ابن جبير:

(الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه فيه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه الا الصبر).

كذلك ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ قال تعالى: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ). ﻭمما يبين أهمية الصبر وعظم منزلته في الدين

كما أن الله ذكره في كتابه في ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﻮﻋﺎ ﻟﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ جليلة.

ميلاد قلب (24)

أيضا وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء

كما ورد في صحيح مسلم والضياء هو النور المصحوب بالإحراق كنور الشمس

قال ابن رجب:

(ولما كان الصبر شاقا على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه

أيضا كان ضياء

فإن معنى الصبر في اللغة الحبس ومنه قتل الصبر وهو أن يحبس الرجل حتى يقتل).

ومما يدل على أهمية الصبر وشدة حاجته أن المؤمن يتقلب في الدنيا بين حالين إما السراء فيشرع له الشكر

أو الضراء فيشرع له الصبر فإذا أنعم عليه أحسن وإذا ابتلي حبس نفسه عن القول والفعل المحرم

وكل ذلك خير لأنه ممتثل لعبادة يحبها الله مناسبة للحال التي نزلت به

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

 (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر

فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له). رواه مسلم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى