التزكيةلنثبت به فؤادك

لنثبت به فؤادك (1)

لنثبت به فؤادك (1)

لنثبت به فؤادك (1) مع الشيخ سليم بطاز

فإن الآيات الدالة على عظمة الله ووحدانيته لا تعد ولا تحصى. 

فواعجباً كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة          وتسكينة أبداً شاهـد
وفي كل شيء له آية         تدل على أنه واحد

ويقول الشاعر:
تأمل سطور الكائنات فإنهــا *** من الملك الأعلى إليك رسائــل
وقد خطَّ فيها لو تأملت خطَّها *** ألا كل شيء ما خلا الله باطــل

وهذه الآيات تتنوع كيفاً وكماً، ولوناً ووقتاً ومكاناً، {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْموقِنِينَ} (الذاريات:20)، قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
“أي فيها من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة،

مما قد ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوانات والمهاد والجبال، والقفار والأنهار والبحار، واختلاف ألسنة الناس وألوانهم،

وما جبلوا عليه من الإرادات والقوى، وما بينهم من التفاوت في العقول والفهوم، والحركات والسعادة والشقاوة،

أيضا وما في تركيبهم من الحكم في وضع كل عضو من أعضائهم في المحل الذي هو محتاج إليه…” إلى آخر كلامه يرحمه الله.
كذلك لما كان خلق الإنسان عجيباً في تركيبه وصنعه، تكرر ذكره في القرآن، ليتفكر العباد في ذلك، ويقلبوا النظر في عظيم صنع الله،

{يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} (الانفطار:6-8)،

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:4)، {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة:4)،

لنثبت به فؤادك (1)

أيضا وجاء في السنة: “سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين

إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي تضمنت وصف خلق الإنسان وهيئته،

كذلك وهو من الآيات الدالة على عظمة الله تعالى ووحدانيته.
كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في أثناء كلامه عن خلق الإنسان:
أيضا “وفيه من العجائب الدالة على عظمة الله ما تنقضي الأعمار في الوقوف على بعضه، وهو غافل عنه،

كذلك معرض عن التفكر فيه، ولو فكر في نفسه لزجره ما يعلم من عجائب خلقها عن كفره، قال الله تعالى:

{قتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} (عبس:17-22)، 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى