التزكية

صفقات رمضانية (3)

صفقات رمضانية (3)

صفقات رمضانية (3) مع د محمود القلعاوي

حفظ اللســـــان

إن شأن اللسان ليس كشأن سائر الجوارح، فالجوارح تتفاوت في الأهمية، وقالوا عن اللسان: إنه عضلة خلفها كل معضلة.. أيضا  ويقول أبو بكر رضي الله عنه وهو يمسك بلسان نفسه: (هذا الذي أوردني الموارد).. كما ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:.. (إن ابن آدم إذا أصبح فإن أعضاءه كلها تكفر اللسان، تقول: اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعْوجَجْتَ اعْوَجَجْنا)؛ حسنه الألباني،

أيضا ولهذا يمكن للإنسان أن يكسب الخير العظيم من خلال لسانه.. ويمكن أن يكتسب الشر المستطير من خلال لسانه أيضًا، وأسهل فعل يمكن أن يقوم به الإنسان هو الكلام.. لذلك فنظرًا لتلك الأهمية لهذه الجارحة عمومًا، وفي شهر الصيام خصوصًا.. أيضا فسيكون الحديث عنها من خلال خمس عشرة وقفة وهي على النحو التالي:

الوقفة الأولى: كما أن هذه الجارحة ذات الوزن الخفيف تحمل في عملها أرباحًا عظيمة وخسائر فادحة.. فبكلمة يدخل الإنسان الإسلام، وبكلمة يخرج منه، وبكلمة يتزوج، وبكلمة يطلق.. وهكذا، فهي حرية بالانتباه لها وصيانتها وأطرها على الحق، وتهذيبها عن الشوائب الفاسدة،

كذلك فكم من نادم قال كلمة لم يتأملها فعلت الأفاعيل، إن آفة واحدة من آفات اللسان قد تذهب بروح الصيام وتزهقها.. أيضا وهي قول الزور.. كما قال عليه الصلاة والسلام: (مَن لم يدَع قولَ الزور والعملَ به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامه وشرابه)؛ أخرجه مسلم.

صفقات رمضانية (3)

 

أيضا فالصيام جنة، وتصديع جدار الصيام بآفات اللسان مثلبٌ عظيم.. وهو مؤثر سلبًا على هذه الجنة للصيام، فليتَّقِ الله تعالى أولئك الذين يطلقون ألسنتهم هنا وهناك بلا رقيب.

 

الوقفة الثانية: إن اللسان له عبودية يجب أن تأخذ مفعولها في كل وقت، لا سيما في شهر الصيام، فهو فرصتك أخي الصائم أن تعوِّد لسانك على عبوديته؛ ليستقيم عليها ويتهذب من خلالها، فعبوديته متنوعة بين الواجب والمستحب، وترك الحرام والمكروه، فمن واجب هذه العبودية الشهادتان والتلاوة اللازمة للقرآن في الصلاة، وأذكار الصلاة من تسبيح وتسميع وتحميد وتكبير،

وكذلك أمرٌ بمعروف ونهي عن منكر وصدق الحديث، ونحو ذلك، ومنه المستحب؛ كعموم الأذكار وقراءة القرآن، ومذاكرة العلم وتوابعه، ونحو ذلك، ومن عمله أيضًا ترك المحرمات؛ كالغيبة والنميمة والكذب ونحوها، إن تدريب اللسان على الإيجابية وإبعاده عن السلبية هو مطلب الشرع، فاعمل على تحصيل ذلك.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى