الزوجان ليسا متماثلين بل متكاملين
العلاقة الزوجية هي علاقة تكامل لا تماثل وندية
من المؤسف أن العديد من الكتاب من أبناء الأمة الإسلامية ــ بسبب تلوث ثقافة الأمة وتشوه عقائدها ــ
كما أخذوا يولون وجوههم نحو الغرب ونمط حياته وعلاقاته المادية الاجتماعية والأخلاقية التي لا مرجعية لها إلا هوى النفس.
ومن أهم قضايا هذه التبعية هي التبعية بشأن الأسرة، رغم ما يرونه من انفراط عقد الأسرة الغربية، والانحرافات الخطيرة التي تدمرها، حتى أن فوكياما،
وهو أحد كبار مفكري الغرب، والذي أصدر كتاب «نهاية التاريخ» «The end of History» ، نجده يصدر كتابا آخر،
أيضا وهو كتاب رأس المال البشري «The Human Capital» الذي ينذر ويحذر في كيف أن الأسرة الأمريكية قد انهارت،
حتى أن الصبي أمسى يقتل نفسه، ويقتل سواه، وأن العنف في المجتمع ينمو ويزداد بشكل خطير،
أيضا وزادت الحاجة إلى استيراد المهاجرين لحمل عبء المسنين بسبب تناقص المواليد.
وإذا أمعن المفكر في مصدر هذه الأمراض الاجتماعية والأخلاقية المتزايدة يجده في اعتقاد الغربيين أن الذكر والأنثى متماثلان وليسا متكاملين،
بمعنى أن اختلاف الجنسين ذكرا وأنثى، إنما هو عبث في الخلق،
وهكذا حيث لم يعد للغربي بشكل عام مرجعية دينية تلزم الذكر طالب الجنس بحمل مسؤولياته في الأبوة والنفقة والرعاية لأولاده،
الزوجان ليسا متماثلين بل متكاملين
مما دفع وأخرج المرأة للعمل، وأصبح العمل لكسب لقمة العيش لا الأمومة هو الأولوية في حياتها،
وهكذا أصبح من الطبيعي أن تعزف المرأة عن الزواج والإنجاب وأمسى جل من ينجبن ليس لأبنائهن آباء،
كذلك وهو حال لا بد أن يدمر نفسية وأخلاق وسلوكيات الضحايا من أبناء اللحظات العابرة والعلاقة غير المشروعة،
أيضا حيث يجد أن من ترعاه إنما هي إمرأة منهكة في العمل ولا تجد لرعاية طفلها عونا من أب،
مما يحرمه حسن التربية وأمن الرعاية وكرامة الأبوة.
ولو أدركنا أن المساواة لا تعني التماثل، لأدركنا أن خيانة الزوج وتعدد علاقاته غير الشرعية هو أمر مختلف،
وأن خيانة الزوج غير خيانة الزوجة وتعدد علاقاتها غير الشرعية،
وبالتالي فإن آثارها غير الآثار المترتبة على خيانة الزوج، رغم أن كليهما علاقات إجرامية محرمة، لأنهما ليسا متماثلين
فخيانة الزوجة تهدم البناء الأسري من أساسه حيث إن الطرف الضعيف وهو الطفل سوف يحرم من نعمة الأبوة ورعايتها ودعمها، ليصبح طفلا معدوم الأبوة والنسب،
لأم تهمل تربيته والعناية به، طفلا لأم يستهلكها العمل لكسب لقمة العيش، على ما نرى في عامة الأسر الغربية.
هذا إذا لم تقذف الأم المنهكة بطفلها على قارعة الطريق، إن لم يهلك فسوف يكون نزيل دور رعاية اللقطاء البائسة.