من حسنت بداياته حسنت خاتمته
البدايات التي لا ترضى الله نهايتها لا ترضي صاحبها
فمن حسنت خاتمته فهو إلى الجنة إن شاء الله ومن ساءت خاتمته فهو على خطر.
ولهذا جاء في صحيح مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
” إِنَّ أَحَدَكُمْ ليعمل بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يكون بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ ، فيسبق عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فيعمل بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدخلها ،
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ،
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا ” ، فالخاتمة هي المقصود ، أن يُختَم للعبد بما يحب الله عز وجل ويرضاه .
وإذا كان الأمر كذلك ، فإن حُسْنَ الخاتمة منوطٌ بمعرفتها ، يعني إحسان العبد خاتمته منوطٌ بمعرفتها ،
كذلك أن يعرف متى تنتهي حياته حتى يستعد .
وإذا كان ذلك محالاً أن يعلم متى سيموت ، ومتى سينتهي ،
من حسنت بداياته حسنت خاتمته
كما قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان34 ] ،
فإذا كان الأمر كذلك ،
والإنسان لا يدري متى يموت ، فإنَّ الواجب حينئذ أن يحذر صباح مساء ، وليل نهار ، أن يختم له بسوء .
إذا هذا هو عمل الأكياس ، وعمل الصالحين جعلنا الله عز وجل منهم ، وغفر لنا ذنوبنا ، أنهم يستعدون للخاتمة .
والاستعداد للخاتمة من وسائل النجاة ، وهما استعدادان :
1- استعداد في صلاح القلب : وذلك بالعلم النافع الذي يورث في القلب العلم بالله عز وجل ومعرفته وأسمائه وصفاته وبيقين في ذلك .
2- استعدادٌ في صلاح العمل يعني : يمتثل الأمر ، ويجتنب ما نَهَى الله عنه ،
أو نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون العمل خالصاً صواباً ، خالصاً لله ، ووفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأن يستغفر من الذنوب والخطايا .
فمن داوم على ذلك ولزم طريق الاستقامة مات بإذن الله على خاتمة حسنة .
ونحن في هذه العجالة بصدد الحديث عن علامات حسن الخاتمة ، أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن حسنت خاتمته ، وقبل عمله ، وأجاره الله من عذاب القبر ، وعذاب النار .
قال العلامة المحدث الشيخ / الألباني رحمه الله : ” إن الشارع الحكيم قد جعل علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة
كتبها الله تعالى لنا بفضله ومنه _ فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له ، ويا لها من بشارة ” .